وفي وقت يسجل فيه المغرب تزايدا في عدد الإصابات بفيروس كورونا، ولأن أعراض المرضين متشابهة، يلجأ عدد من الأشخاص إلى استعمال الأدوية المخصصة لعلاج كوفيد-19 دون وصفات طبية ودون إجراء اختبار الكشف عن الفيروس، ما يسبب في كثير من الأحيان مضاعفات خطيرة، وهو الشيء الذي أكده الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، حيث قال، في تصريح لـLe360، إن "استعمال بروتوكول دوائي خاطئ لعلاج نزلات البرد بدون استشارة طبية له أضرار جسيمة على صحة الانسان". وأوضح البروفيسور بأن "استعمال بروتوكول علاجي في المنزل كيفما كان نوع الأدوية المستعملة، دون استشارة طبية، يشكل خطرا على صحة الإنسان، فمثلا حين يصاب الإنسان بنزلة برد ويصاب بأعراض كالسعال، الكحة، الحمى، ألم مفاصل، ألم الرأس، القيء، والإسهال، يكون الخطأ الأول في التشخيص"، متسائلا: "من شخص آن ذاك الشخص المصاب بنزلة برد؟ وأي نوع من نزلات البرد؟".
لأنه وحسب الدكتور، "الرواح" فيروساته عادية، و"الزكام" مرض فيروسي يمكن أن يشكل خطرا على صحة بعض الفئات العمرية ويؤدي أحيانا للوفاة عند الفئات الهشة، أما كوفيد-19 فهو مرض عنده خصائص خاصة وعلاج خاص، ويمكن أن تكون هذه أعراض التهاب الصدر بالبكتيريا وليس بسبب الفيروسات.
يقول الدكتور: "في وقت يكون فيه الشخص يعالج مرضا خاطئا، يكون المرض الأصلي يتطور من تلقاء نفسه"، وكمثال على ذلك، أشار الدكتور إلى أن "البكتيريا والجراثيم يتطلب علاجها مضادات حيوية، بينما الفيروسات لا تتطلب مضادات حيوية".
ومن بين أخطر المشاكل التي يتعرض لها الإنسان سواء بالمغرب أو بباقي دول العالم، يضيف الطيب حمضي، هو "عندما يصبح جسم الانسان والبكتيريا المسببة للمرض تقاوم المضادات الحيوية. "هذه ظاهرة خطيرة جدا، ومن أفظع المشاكل التي تهدد مستقبل أدوية الأمراض التعفنية، لأن البكتيريات أصبحت في كثير من الأحيان تقاوم المضادات الحيوية بسبب استعمالها الخاطئ".
بالنسبة لكوفيد-19، يجب على أي شخص أحس بالأعراض إجراء فحص لأن أعراض المرضين متشابهة، وحتى الأطباء لا يمكنهم التمييز بينها دون فحص"، مشددا على ضرورة عزل الشخص الذي تظهرعليه أعراض في البيت، وعدم الذهاب للعمل إلى حين إجراء الفحص لأنه قد يشكل خطرا على أسرته وزملائه والمجتمع.
أما بخصوص استعمال البروتوكول العلاجي لكوفيد-19 دون استشارة طبية، يقول الدكتور:" هناك عدة بروتوكولات لعلاج كوفيد-19 لكل حالة علاج معين، ويختلف بين الأطفال، الشباب، الشيوخ، من يعانون أمراض مزمنة ومن هم بصحة جيدة، ويتم وصف علاج لكل حالة اعتمادا على تقييم الطبيب".
وأوضح الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية بأن أغلب المواطنين عندها مناعة ضد هذه الفيروسات بسبب الإصابات السابقة والتلقيح، يعني إذا كان الشخص في صحة جيدة وأصيب بكوفيد-19 فهو يحتاج فقط إلى عزل نفسه ولا يتطلب علاجا خاصا، أما كبار السن والذين يعانون أمراضا مزمنة ويشكل كوفيد-19 خطورة على حياته فيجب عليهم استشارة الطبيب بشكل مستعجل وتفادي العلاجات المنزلية".
