تحدي صعب يواجه مجلس مدينة العاصمة الاقتصادية للمملكة، بعدما أصبحت السدود التي تزودها بالماء الشروب عاجزة عن تلبية حاجيات المواطنين، وكذا سد محمد بن عبد الله بالرباط التي التجأت إليه للتخفيف من آثار الأزمة وضمان تزويد أزيد من مليون بيضاوي بالماء الشروب، بات غير قادر على تحمل هذا الضغط.
"الدار البيضاء لم يعد بها ماء"، هكذا وصف مولاي أحمد أفيلال نائب العمدة المكلف بقطاع النظافة، الوضعية الراهنة، مشيرا إلى أن المخزون المتبقي بالكاد يكفي من الآن لحلول السنة المقبلة".
وقال أفيلال في تصريح لLe360، "عقدنا اجتماع طارئ صباح اليوم الجمعة، ترأسه السيد الوالي، بحضور ممثلي عن وكالة الحوض المائي لأبي رقرار، ووكالة أم الربيع، إلى جانب ليديك والمكتب الوطني للماء والكهرباء، لتدارس الوضعية "الحرجة" التي وصلت إليها المدينة بسبب نقص الموارد المائية، في وقت مازال فيه المواطنون يبذرون الماء بكل أريحية".
وأوضح أفيلال بأن "السدود التي كانت تزود المدينة بالماء جفت بالكامل، وأصبحت عاجزة عن تلبية حاجيات البيضاويين، كنا نعتمد خلال هذه الفترة على المياه القادمة من سد محمد بن عبد الله بالرباط، لكنه هو الآخر لم يعد قادرا على تزايد الضغط".
"إنه وضع جدي وصعب للغاية، وللأسف عدد من المواطنين لم يعوا بعض بخطورة هذه المرحلة، من العيب الاستمرار في تبذير الماء في هذه الظرفية".
وتابع المسؤول: "إذا استمر انحباس الأمطار لا أريد توقع ما سيقع في الفترة القادمة"، مؤكدا أن "هناك قرارت صعبة يجب اتخاذها والحسم فيها خلال الأيام المقبلة".
وأشار نائب العمدة إلى أن "هناك مقترح بخصوص ربط واد سبو بأبي رقراق لتخفيف الضغط على السد الذي يزود الدار البيضاء حاليا بالماء". داعيا المواطنين إلى التحلي بالمسؤولية وترشيد استهلاك المياه".
يذكر أنه تم ربط مدينة الدار البيضاء بسد سيدي محمد بن عبد الله ضواحي الرباط، شهر يوليو الماضي لتفادي أي خصاص، وذلك بعدما انخفض منسوب المياه في سدي المسيرة والوحدة اللذان كانا يزودا المدينة بالماء الشروب إلى مستويات مقلقة.
ومنذ أكتوبر الماضي، كانت وزارة التجهيز والماء، تدرس إمكانية تحويل فائض مياه من حوض سبو لحوض أبي رقراق لضمان تزويد الماء الشروب في محور الرباط الدار البيضاء.
وفي اجتماع للجنة الوطنية المسؤولة عن تتبع حالة التزود بالماء، ترأسه نزار بركة، وزير التجهيز والماء، يوم الجمعة 22 أكتوبر 2022، للوقوف على الوضعية المائية على صعيد التراب الوطني، والاجراء ات والتدابير المتخذة لمواجهة الإجهاد المائي في عدد من المدن المغربية، فقد تم إيلاء أولوية خاصة لهذا المشروع.
وأكد بركة على ضرورة تقوية الجهود المبذولة لوضع خارطة طريق واضحة من أجل مواجهة شح المياه، وتسريع المشاريع المبرمجة، مع تحديث البرنامج الوطني للتزود بالماء الشروب ومياه السقي 2027/2020.
ومن جانبها دعت شركة "ليديك" ساكنة مدينة الدار البيضاء إلى الاقتصاد وترشيد استهلاك الماء الشروب، وذلك في ظل الوضعية المائية الحرجة على مستوى الأحواض المائية التي تزود الماء الشروب لجهة الدار البيضاء-سطات.