"تيتانيك" المغرب.. شهود يروون قصة غرق سفينة بساحل الجديدة

DR

في 12/11/2022 على الساعة 19:26

بعد مضي أزيد من 35 سنة على غرقها في عرض ساحل شاطئ الحوزية بإقليم الجديدة، ودعت عاصمة دكالة هذا الأسبوع سفينة "تيتانيك" التي كانت على مدار عقود من الزمن معلمة تاريخية مميزة بالمدينة، وذلك بعدما تآكلت أطرافها المتبقية. فما قصة هذه السفينة؟ وكيف تعرضت للغرق؟

بمجرد الوصول إلى شاطئ الحوزية بمدينة أزمور (إقليم الجديدة)، وغير بعيد عن ضريح "لالة عيشة البحرية"، تلفت انتباهك أمواج المحيط الأطلسي وهي تلاعب حطام سفينة جانحة، جزء منها غارق لا يظهر، والآخر تآكل مع مرور الزمن، في حين كان جزؤها الأمامي ما يزال يقاوم الصدأ.

ولأنها كانت بمقربة من ضريح "لالة عيشة البحرية"، فقد تناقل زوار المنطقة الكثير من الحكايات والاساطيرعن السفينة. فما قصتها الحقيقية؟.

لغز تيتانيك الحوزية

في واحدة من ليالي شتاء 1989 القارسة، واجهت سفينة فلبينية كانت في رحلة تجارية من كوت ديفوار إلى إحدى الدول الأوروبية، صعوبات في إكمال طريقها نحو وجهتها، بعدما أحس ربانها باستحالة الأمر، فأرسل إشارات نجدة متكررة إلى برج المراقبة بميناء الجرف الأصفر الواقع بجماعة مولاي عبد الله، على بعد 17 كم جنوب مدينة الجديدة.

التقط الدرك البحري بعضا من إشارات النجدة، وسارع لإنقاذ السفينة التائهة، المحملة بجذوع ضخمة لأغلى أنواع الخشب الافريقي، خشب "الاكاجو" البني المحمر، الذي تصنع منه أفخم وأغلى أنواع الأثاث، لكنها ارتطمت بالصخور قبل وصول فرق الإنقاذ.

© Copyright : DR

يقول الحاج محمد، رجل في أواخر الستينات من عمره، ولد وترعرع بمدينة أزمور، وكان شاهدا على الواقعة: "أتذكر جيدا ذلك اليوم، كانت حركة غير اعتيادية في المدينة، السلطات المحلية، ورجال الدرك الملكي، إلى جانب عناصر الوقاية المدنية، الكل يهرع باتجاه شاطئ الحوزية، سمعنا أنهم يحاولون إنقاذ طاقم سفينة غرقت في المنطقة".

وأضاف المتحدث في تصريح لـLe360:"تم إنقاذ الطاقم.. لا أتذكر كم كان عددهم، لكن تم نقلهم جميعا إلى مستشفى محمد الخامس بالجديدة".

وتابع: "انتشرت الكثير من الرويات حول السفينة آنذاك، ولم يكن يشغل بال أبناء المنطقة الفقيرة سوى ماذا يوجد بداخلها هل الذهب، أم الأحجار الكريمة، أم هل هي أشياء ثمينة حاولو مرارا وتكرارا التسلل إليها حتى عرفنا أن الأمر يتعلق بأفخم وأغلى أنواع الخشب بعدما بدأ البحر يلفظ كمية منها في الأيام الموالية".

وبعدما علمت السلطات المحلية بما يقع، يسترسل المتحدث، تدخلت وقامت بحجز الأخشاب ونقلها من السفينة، ولا أعلم ما وقع بعد ذلك سوى أن هذه الواقعة بالرغم من أنها مأساة، لكنها عادت بالنفع على المدينة كما يقول المثل "مصائب قوم عند قوم فوائد" لأنها أصبحت معلمة تاريخية وكل زائر للجديدة وأزمور يأتي لالتقاط صور بجانبها، بل كنا ذاك الوقت وأبناؤنا وأحفادنا من بعدنا، نتراهن عن من يمكنه الوصول إلى السفينة سباحة".

© Copyright : DR

واختتم الحاج محمد حديثه بالقول: "كانت أياما جميلة بالرغم من أن أمواج البحر أخفتها لكنها ستبقى في الذاكرة".

مصير الحمولة

قال عبد الله غيتومي، وهو صحفي من أبناء المنطقة وكان قد تتبع قضية السفينة الشهيرة، في تصريح لـLe360: "إن الأخشاب الثمينة لم تتعرض للسرقة وفق ما انتشر آنذاك، بل تم نقلها من السفينة المنكوبة، نحو ميناء الجديدة، وبقيت تحت عهدة مكتب استغلال الموانئ، وتم التواصل مع الشركة مالكة للسفينة، من أجل تأدية ما بذمتها من نفقات الحراسة، وثمن نقل السفينة من مكانها لكنها، وبحكم أنها مبالغ طائلة، تخلفت عن الأداء في الآجال الممنوحة لها، فصادرتها الدولة المغربية وباعتها في مزاد علني".

وأوضح غيتومي أن الأموال المتحصلة من الحمولة "تم تحويلها إلى فريق الدفاع الحسني الجديدي ليصبح بذلك أغنى فريق آنذاك".

© Copyright : DR

تحرير من طرف فاطمة الزهراء العوني
في 12/11/2022 على الساعة 19:26