ويعتقد البعض عن خطأ أن هذا الوباء لا يشكل أي خطورة، فيستهينون بالإجراءات الوقائية وبأهمية أخذ اللقاح. والحال أن الأنفلونزا، وبسبب المضاعفات التي قد تنجم عنها، يمكن أن تصيب الصغار والكبار على حد سواء، بل قد تؤدي إلى الوفاة.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يعاني نحو مليار شخص في جميع أنحاء العالم من الأنفلونزا كل عام، وتفيد التقديرات بوفاة ما بين 290 ألف و 650 ألف شخص جراء الإصابة بالعدوى. وتكشف هذه الأرقام مدى أهمية التلقيح الذي يظل أولوية من أولويات الصحة العامة، من أجل تحصين الذات والوقاية من الوفيات التي يمكن تجنبها.
وفي هذا الصدد، أكدت رئيسة الجمعية الوطنية المغربية لطب وعلم الشيخوخة، البروفيسور منى معمر، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن العديد من الناس يخلطون في معظم الأحيان بين الأنفلونزا ونزلة البرد، لأن هناك أعراضا متشابهة في الحالتين مثل التهاب الحلق والسعال والعطس.
وأوضحت بهذا الخصوص، أن نزلات البرد هي عدوى فيروسية ناجمة عن أكثر من 100 من متحورات فيروس الزكام التي تنتشر على مدار العام، بينما ينتشر فيروس الأنفلونزا ما بين فصلي الخريف والشتاء، مضيفة بخصوص العلامات السريرية، أن الحمى وآلام المفاصل والعضلات والصداع تعتبر من الأعراض المعتادة أثناء الإصابة بالأنفلونزا، ولكن لا تتم ملاحظتها في حالة الإصابة بنزلة البرد.
وأبرزت منى معمر أن الأنفلونزا تؤثر على نحو خاص على الأشخاص المسنين بالنظر إلى هشاشتهم إزاء الإصابة بمختلف أنواع العدوى بسبب انخفاض مناعتهم، مسجلة أن الأمراض المصاحبة مثل السكري وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن وفشل الجهاز التنفسي وأمراض القلب والشرايين يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة للأنفلونزا قد تهدد حياة المريض، لأن الأنفلونزا، مهما بدت عدوى بسيطة، يمكن أن تتسبب في الوفاة.
وأكدت البروفيسور منى معمر أنه إلى جانب الإجراءات الوقائية مثل ارتداء الكمامة في حالة ظهور الأعراض لتجنب العدوى، والابتعاد عن الأشخاص المرضى، واستخدام المناديل ذات الاستعمال الوحيد، وغسل اليدين بانتظام، وتهوية الغرف باستمرار، فإن اللقاح المضاد للأنفلونزا يشكل أفضل حماية ضد هذه العدوى التي يمكن أن تكون خطيرة بالنسبة لكبار السن، مشددة على أن اللقاح لا يشكل أية خطورة.
ولكل هذه الأسباب، توصي الجمعية الوطنية المغربية لطب وعلم الشيخوخة بشدة بتلقيح الأشخاص الذين تفوق أعمارهم 65 عاما والأشخاص المحيطين بهم. ويشار إلى أن الجمعية الوطنية المغربية لطب وعلم الشيخوخة تهدف إلى ضمان الولوج العادل للتطبيب لمختلف الفئات الاجتماعية والاستجابة للتحديات الرئيسية للنموذج التنموي الجديد.
وتطمح الجمعية في هذا الإطار إلى توحيد عمليات التكفل الطبي بالأشخاص المسنين بالمغرب، وتعزيز التكوين الطبي المستمر لجميع الفاعلين بقطاع الصحة والعمل بشكل وثيق مع مختلف المؤسسات من أجل تعزيز شيخوخة سليمة في مختلف مجالات علم الشيخوخة.
وتجدر الإشارة إلى أن الأشخاص الذين تفوق أعمارهم 60 عاما يمثلون حوالي 12 في المائة من سكان المغرب. وفي أفق سنة 2050، سيصل عددهم إلى 10 ملايين شخص، حسب توقعات المندوبية السامية للتخطيط.