وعلمت يومية "الصباح"، التي أوردت الخبر في عددها الصادر لنهاية الأسبوع الجاري، أن المخدر، الذي يصل ثمن "الغرام" منه إلى 300 درهم في المتوسط، يباع أمام أبواب المدارس بثمن لا يتجاوز 50 درهما، بعد أن يتم إعداده وطبخه على "نار هادئة"، ومزجه مع كمية من "الأمونياك"، إلى أن يصبح على شكل "حجرة"، أو "کریستال"، حسب المصطلح الذي يوظفه الراسخون في علم "التبويقة".
ويستعمل مخدر "البوفا"عن طريق الاستنشاق، مثل "الشيشة"، حسب ما أوضحته مصادر الجريدة، ويحتاج إلى قارورة و"طفاية" و"ستيلو" فارغ، وغالبا ما يتم استعماله إلى جانب مواد مخدرة أخرى، مثل "القرقوبي"و"الماريخوانا"، والمشروبات الروحية، من أجل أن يتمكن المدمن عليه من النوم، وإلا ظل مستيقظا أياما دون أن ترمش عيناه.
المصدر نفسه، أكد في اتصال مع الجريدة، أن هذا المخدر، الذي أصبح اليوم في متناول الجميع لرخص ثمنه، يتم ترويجه بالأساس في منطقة "حد السوالم"، ضواحي البيضاء، ومنها ينتقل إلى وسط العاصمة الاقتصادية، حيث يستهدف مروجوه الثانويات والمدارس، إضافة إلى منطقة برشيد، التي عرفت أيضا انتشارا واسعا له في الشهور القليلة الماضية.
ولمخدر "البوفا"، الذي يطلقون عليه اسم "البيضة الساردة"، تداعيات خطيرة على صحة المستعملين، إذ يؤثر مباشرة على القلب والرئة، وقد تنتج عن استعماله وفاة مفاجئة، ويتسبب في العقم والعجز الجنسي، ويغيب العقل ويتسبب في الهلوسات، كما يؤدي إلى العنف حين يتم خلطه بـ"القرقوبي" أو ببعض المواد المخدرة السامة الأخرى، وهو السبب في ما وقع، مؤخرا، في "البولفار"، إذ تبين أن المعتدين على جمهور المهرجان الشبابي، كانوا يتعاطونه، حسب مصدر أمني.
ويؤدي التوقف عن استعماله، أوما يعرف بأعراض "الانسحاب"، إلى شعور لدى المدمن بالقلق والحزن والاكتئاب الذي يؤدي أحيانا كثيرة إلى الانتحار. ويعرف "البوفا"، حسب المصدر نفسه، أيضا باسم "الكراك"، وهو المخدر الذي كان منتشرا في الولايات المتحدة الأمريكية في التسعينات ويتعلق الأمر بكوكايين غير مغشوش، يتم فصله عن باقي المواد المخدرة ليصبح "نقيا"، ليتم استنشاقه بعد طبخه وإتمام جميع الطقوس المصاحبة لعملية فصله.