حملة بالمغرب للتوعية بخطورة تسمم الدم

DR

في 11/09/2022 على الساعة 08:30

أطلقت "الجمعية الفرنسية لتسمم الدم"، بالمغرب، حملة توعوية وتحسيسية تحت شعار "يدا في يد من أجل القضاء على تسمم الدم"، وذلك في إطار الاحتفاء باليوم العالمي لداء تسمم الدم، الذي يصادف 13 من شهر شتنبر من كل عام.

تسمم الدم أو ما يسمى أيضا بـ "تعفن الدم" أو "داء الانتان"، الذي صنفته المنظمة العالمية للصحة، بموجب قرار صادر شهر ماي من عام 2017، كحالة صحية ذات طبيعة استعجالية وذات أولوية للصحة العمومية على الصعيد العالمي، يتسبب في 11 مليون وفاة سنويا عبر العالم، أي ما يعادل وفاة واحدة في كل 2,8 ثواني.

وتهدف الحملة، التي تمتد على مدى عدة شهور من السنة الجارية،وفق بلاغ للجمعية، إلى تحسيس عموم السكان كما مهنيي الصحة حول داء "تسمم الدم". كما ترمي إلى تحفيز التفكير وإثارة النقاش مع السلطات المعنية والشركاء في قطاع الصحة حول أفضل الطرق للوقاية من هذا المرض، الذي يهدد الحياة، ومقاومته باعتباره مشكلة صحة عمومية على الصعيد العالمي.

وبهذا الخصوص تقول جميلة حجال، مؤسسة الجمعية الفرنسية لتسمم الدم، عضو الخبراء الدوليين في مجال تسمم الدم، قائدة اللجنة الصحية بالهيأة العالمية للخبراء في جنيف، وعضو جمعية الأطر المساعدة للوزراء والبرلمانيين في باريس "إن مبادرتنا تهدف إلى مشاركتنا ومبادلة جميع الجهات المعنية في المغرب للمعلومات حول الممارسات الفضلى المعتمدة في مجال مكافحة هذا المرض الفتاك".

وأوضحت بأن"ضعف المعرفة وعدم كفاية تعبئة الفاعلين المعنيين، يؤثر صحيا، طبيا وسوسيواقتصاديا على المريض وعلى محيطه، كما على المنظومة الصحية،مشيرة إلى أنه في الواقع، يتمخض عن تسمم الدم، العديد من الأمراض الخطيرة التي تؤثر على أمد حياة المرضى وعلى نفقات الأنظمة الصحية، دون احتساب عدد الوفيات التي يمكن تفادي وقوعها. 

وتبعا لذلك، يصبح الوعي والتحسيس بالمرض، من التحديات التي لا يمكن إنكارها في مسار مكافحة هذه الآفة الصحية غير المعروفة، في السياق المغربي، حيث بات إصلاح المنظومة الصحية من الأولويات، فإن المقاربة التي نعتمدها، ترتكز على الانخراط ومشاركتنا جميع الأطراف المعنية لتشكيل وعي جماعي بالمرض، إضافة إلى مطالبة السلطات العمومية بوضع استراتيجيات تسمح بتأمين الوقاية من المرض وتشخيصه والتكفل السريع والملائم به في بلدنا الأم"، تؤكد جميلة حجال.

مرض قاتل

يعد تسمم الدم أول سبب للوفيات، التي يمكن تفاديها، في العالم، ينتج عن اضطراب في النظام المناعي، الذي بدلا من العمل على محاربة العدوى بالتعفنات، يعمل على تخريب أعضاء وأنسجة الجسم، ما يتسبب في فشل وظيفي لعدد من الأعضاء الحيوية في الجسم والتعرض لصدمة تعفن الدم، وأخيرا الوفاة.

هو تعفن عام ينشأ عن الإصابة بعدوى أولية على مستوى الدورة الدموية، غالبا ما ينتج عن تعفنات ببكتيريا أو فطريات أو فيروسات، لم تخضع للعلاج أو عولجت بطريقة سيئة، ما يؤدي إلى تسمم الدم.

وبلغة الأرقام، يصيب تسمم الدم 50 مليون شخص عبر العالم، فيما يتسبب في وفاة 11 مليون شخص سنويا عبر العالم، أي وفاة واحدة في كل 2,8 ثواني.

ومن بين أكثر المناطق تضررا إفريقيا، حيث سجلت حوالي مليوني وفاة بتسمم الدم، فيما سجلت أوروبا وفاة قرابة 000 700 شخص، وفرنسا حوالي 000 57 وفاة.

© Copyright : DR

الإصابة والأعراض وطرق العلاج

ينتج داء تسمم الدم عن استجابة مناعية مفرطة لعدوى خطيرة. في الأحوال العادية، يقاوم الجهاز المناعي العدوى والأمراض، إلا أنه، أحيانا، ولأسباب تظل غير معروفة، يهاجم الجهاز المناعي أعضاء وأنسجة الجسم، وهو ما يجعل من هذه العدوى، بشكل عام، سببا قويا وراء استشفاء المرضى وحدوث الوفيات نتيجة داء يهدد الصحة بشكل متزايد على الصعيد العالمي.

ومن أكثر العوامل المعروفة للإصابة بعدوى تسمم الدم، الالتهابات الرئوية، البولية أو التهابات البطن، التعرض للعدوى بسبب الإصابة بالأنفلونزا الموسمية، كما يمكن أن تنتج الإصابة بسبب عدوى فيروس كوفيد-19، الطفوح الجلدية أو بسبب استعمال أنبوب القسطار الوريدي.

ويعد تسمم الدم من الأمراض التي قد يتعرض إليها جميع الأشخاص، بمعزل عن السن أو الجنس أو المعطيات الجغرافية، إلا أن بعض الأشخاص يصنفون ضمن الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة به: الرضع، النساء الحوامل، الأشخاص المتقدمين في السن، المصابون بضعف المناعة أو بأمراض مزمنة والأشخاص المنتمين إلى أوساط ضعيفة الموارد.

ومن العلامات الأساسية المنذرة للإصابة بداء تسمم الدم، المعتبرة حالة صحية طارئة، ارتفاع درجة الحرارة (38 درجة مائوية فما فوق)، انخفاض حرارة الجسم، تسارع مستوى التنفس، أو ارتفاع نبضات القلب، اضطراب في الوعي أو ضعف التركيز، القيء، حدوث تغييرات مهمة في عدد الكريات البيضاء في الدم.

ومن أفضل الطرق لمكافحة تسمم الدم، يأتي في المقدمة، الوقاية من التعفن أو الالتهاب عن طريق التلقيح، نظافة اليدين والتحسيس بتسمم الدم. 

تحرير من طرف فاطمة الزهراء العوني
في 11/09/2022 على الساعة 08:30