في ظل هذا الوضع، استنفرت السلطات المحلية في العاصمة الاقتصادية جهودها لمحاربة ظاهرة الكلاب الضالة، التي استفحلت بقوة في الآونة الأخيرة، حيث تكثف فرق مكافحة الحيوانات الضالة، التابعة لشركة التنمية المحلية "كازا بيئة"، جهودها بهدف الحد من هذه الظاهرة الخطيرة التي غزت شوارع المدينة الميتروبولية.
كاميرا Le360 انتقلت رفقة عناصر فرقة "مكافحة المضار" في إحدى مهامها بمنطقة البرنوصي في الدار البيضاء، حيث رصدنا عملية جمع ومحاربة الكلاب الضالة، هذه العملية تتسم بدرجة عالية من الخطورة.
في هذا الصدد، قال محمد حريص، مشرف بشركة "كازا بيئة"، في تصريح لـ Le360، إن "شركة الدارالبيضاء للبيئة، المكلفة بمحاربة الحشرات والقوارض وجمع الحيوانات الضالة بالمدينة، جندت فرقها الميدانية وسخرت لهذه العمليات جميع الآليات الوجيستيكية والمعدات، حيث تقوم بحملات استباقية على صعيد الدار البيضاء، وذالك لوقف تكاثر وانتشار الكلاب والقطط الضالة والدواب الشاردة أو النافقة بالشارع العام".
وأضاف المتحدث ذاته، أن هذه التدخلات تتم بالمساحات الخضراء، بالشواطئ والساحات العمومية، بالأراضي الفارغة، بالشوارع والأزقة، وعلى مستوى الأسواق البلدية وفي محيط المؤسسات التعليمية. حيث تتلقى "كازا بيئة" عشرات الاتصالات والشكايات من المواطنين الذين ضاقوا ذرعا من انتشار الكلاب الضالة بالقرب من سكناهم.
وبلغة الأرقام، كشف محمد حريص أن شركة التنمية المحلية "كازا بيئة"، ومنذ بدأ عملها سنة 2019، قامت بالقبض على 42.396 كلب ضال؛ بما فيهم 307 من الكلاب الخطيرة والشرسة، بالإضافة إلى 4127 قط، كما جرى نقل 224 جثة حيوان نافق (بما فيها الكلاب والدواب والخرفان وغيرها)، في حين تم رصد 13 حالة لداء الكلب الحيواني "السعار".
وحسب معطيات رسمية لوزارة الصحة، فإن المغرب سجل 414 إصابة بالسعار ما بين سنتي 2000 و2020، بمعدل 20 حالة في السنة، من بينها 180 حالة لدى أطفال أقل من 15 سنة. إذ أن هذه الحالات تسببت فيها الكلاب بنسبة 88 بالمائة. فيما يتم تلقيح ما يناهز 65 ألف شخص سنويا بعد تعرضهم للعض أو الخدش من طرف الحيوانات، خاصة الكلاب الضالة.
ويأتي هذا في ظل انتشار العديد من الحملات على منصات التواصل الاجتماعي، تدعو فيها السلطات إلى التعبئة من أجل محاربة انتشار الكلاب الضالة بالأوساط الحضرية، وما تشكله هذه الآفة من تهديد لصحة المواطنين.
تصوير وتوضيب: أنس الزيداوي