وفي تفاصيل الخبر الذي أوردته جريدة "الصباح" في عدد يوم غد الجمعة، فقد توفي الضحية المزداد سنة 1984، والذي كان يقيم مع زوجته في دوار أولاد اسعيدة بجماعة المصابيح بإقليم آسفي، بسبب نزيف دموي، جراء إصابته بطعنتين بسكين في إحدى كليتيه.
وذكرت مصادر أمنية للجريدة أن الخلاف بين الزوجين كان بسبب عدم إعداد الزوجة لوجبة السحور، وعدم إيقاظ زوجها، الذي استفاق متأخرا فوجه إليها وابلا من السب والشتم، وحاول الاعتداء عليها جسديا، وبعد انتهاء الخصام خلد الزوج إلى النوم، لتتوجه الزوجة، في حدود الساعة السادسة صباحا، نحو المطبخ وأحضرت سكينا ووجهت إلى زوجها طعنتين، وظلت واقفة تتابع ما يجري إلى أن لفظ الضحية أنفاسه الأخيرة. فانتابتها نوبة بكاء هستيرية وأشعرت مجموعة من أبناء الدوار الذين اتصلوا بالسلطة المحلية، التي أشعرت بدورها الدرك الملكي.
وفي إفادة المتهمة، المتحدرة من دوار أولاد احميدة بجماعة المصابيح، أمام المحققين جاء أنها كانت في خصام دائم مع زوجها وأنها عادت ثلاثة أيام فقط قبل الحادث إلى بيت الزوجية.
وأضافت المتهمة، استنادا إلى المصدر ذاته، أن زوجها كان يعاملها معاملة حسنة، منذ زواجهما قبل ثلاث سنوات، والذي أثمر طفلا يبلغ من العمر سنتين، غير أنه، في الفترة الأخيرة، صار يعنفها وينكل بها، مما كان يضطرها إلى الالتحاق مرارا ببيت أهلها.
المودة والرحمة المفقودتان
العنف الزوجي ظاهرة مألوفة في مجتمعنا، وهي غالبا ما تتمظهر في اعتداء الزوج على زوجته، بسبب العقلية الذكورية المتجذرة في الأذهان. وإذا كانت "الحگرة" شيئا غير مقبول بصفة عامة، فإن الأخطر هي أنها تولد الرغبة في الانتقام، وغالبا ما يلجأ "المحگور" إلى تصرفات متطرفة قد تصل إلى القتل، في مثل هذه الحالة التي يبدو أن لحمتها وسداها هو العنف الزوجي قبل أن "يتوج" ذلك بجريمة لأتفه الأسباب في هذا الشهر الفضيل.
في هذا الشهر الكريم، الذي يفترض أن تتوطد فيه الوشائج الأسرية، بسبب الأجواء الدينية التي يؤطرها النص القرآني الذي يتحدث عن الحياة الزوجية بما هي "مودة ورحمة"، لا ينبغي أن يرتبط رمضان بـ"الترمضين" وجرائم القتل التي تتكاثر في هذا الشهر للأسف.