وحسب ما تخبرنا به يومية الصباح الصادرة غدا الجمعة، فقد اعتبر الشيخ الفيزازي أن الحرب الدائرة في سوريا شأن خليجي شيعي، وأن "الأطراف المتدخلة في هذا النزاع الدموي من بينها حزب الله وإيران وبعض دول الخليج، تتجاذب في ما بينها مصالح إقليمية ومذهبية، ولا يجدر بالشباب المغاربة أن يلقوا بأنفسهم إلى التهلكة، تحت مسمى الجهاد في سوريا.
وتضيف الجريدة، أن الفيزازي الذي كان يتحدث في لقاء تواصلي نظمه حزب النهضة والفضيلة يوم أمس الأربعاء بالناطور، قال إن الشباب المغاربة يجندون لخوض حرب لا تخصهم، وإن الأنسب أن تعد الدول المجاورة، إن هي أرادت نصرة الشعب السوري، ما تملكه من قدرات مالية وعسكرية لحسم المعركة.
واستغرب الفيزازي الزج بشباب المغرب في الحرب متجاوزين الشعوب المجاورة لسوريا، واعتبر أن وجودهم هناك لا يغير من كفة الصراع شيئا، وهذا ما سيجعل حسب الفيزازي دول العالم تتخلف عن تسليح المعارضة السورية، من جهة، وإعطاء نظام الأسد وحلفائه ذريعة قوية مفادها أن الحرب هي ضد الإرهابيين والتكفيريين وليست ضد الشعب السوري، من جهة أخرى".
وبدورها نقلت جريدة الخبر، أطوار الندوة التي حل فيها الفيزازي ضيفا، وعبر عن موقفه من جملة من القضايا الراهنة، منها رده على الفقيه المثير للجدل عبد الباري الزمزمي، الذي اعتبره لا يفلح إلا في الفتاوى الجنسية والغرائبية، كما عبر عن رأيه بخصوص إغلاق دور القرآن مسألة تقنية لا غير.
تغير في المواقف
القارئ لمثل هذه المواقف قد يجزم أنها ليست بالقطع لمحمد الفيزازي، خصوصا ما قبل خروجه من السجن، لكن الواقع يقول أن دوام الحال من المحال، وكل المواقف قابلة للتغيير أو على الأقل للمراجعة.
ومراجعة الفيزازي لمواقفه ما هي إلا سيرورة لفهم عميق لما يجري في الساحة السياسية، فقد أيقن هو ومن يحسب على تياره أخيرا، أنه لا مجال لتلك الأفكار المتطرفة في وطن يؤمن بسماحة الدين لا بلغة الدم والعنف.
يبدو فعلا أن سنين السجن قد قلمت أظافر السلفيين المغاربة، وجعلتهم يصطفون إلى جانب "الإسلام الشعبي"، ويمكن القول أن الفيزازي وأبو حفص والبقية قد فهموا اللعبة جيدا، ولن يتأتى لهم النجاح في السياسة التي ارتموا إلى حضنها مؤخرا إلا إذا جعلوا مرجعيتهم متماهية مع الحس العقدي المشترك.



