وأبرز محمد بلعوشي، الخبير في المناخ، أن من بين العوامل التي تسهم في اندلاع الحرائق الغابوية هو ارتفاع درجة الحرارة التي تعيشه المملكة خلال هاته الأيام، والناتج عن صعود كتل هوائية جافة وحارة آتية من الجنوب ومن الصحراء الكبرى، والتي تزامنت مع رياح "الشركي"، التي تدفع بكتل هوائية أكثر جفافا وحرارة نحو شمال المغرب.
وأوضح بلعوشي في اتصال مع le360 أن هذه الكتل وأثناء تخطيها لسلسلة جبال الأطلس تفقد كل رطوبتها، وتنزل أكثر حرارة في باقي المناطق، مشيرا إلى أن الانخفاض في نسبة الرطوبة يجعل اندلاع الحرائق أكثر ورودا، خاصة في المناطق الغابوية، سواء نتيجة ظاهرة طبيعية كالعواصف الرعدية والبرق والصواعق، أو بسبب سلوكات إنسانية، كعدم التأكد من إطفاء السجائر في الغابات من طرف أشخاص متهورين.
وأشار خبير المناخ إلى أن هذا العام ازدادت نسبة اندلاع الحرائق الغابوية بعد تزامن العطلة الصيفية مع موسم عيد الأضحى، حيث يفضل عدد من المواطنين التوجه إلى الغابات للتخييم فيها، داعيا المصطافين إلى اتخاذ الحيطة والحذر من خلال إخماد المواقد وتجنب التسبب في إضرام النيران.
واندلعت خلال اليومين الماضيين حرائق غابوية بكل من العرائش وتطوان وشفشاون ووزان وتازة، متسببة في إتلاف مئات الهكتارات من الغطاء الغابوي، وقد سخرت السلطات إمكانياتها من أجل السيطرة على هاته الحرائق، إضافة إلى إجلاء مئات الأسر التي تقطن بمحاذاة المساحات المحروقة حفاظا على سلامتها.