هذا الانقطاع، الذي كان منحصرا في البداية على أحياء معدودة بالمدينة، كحي الفرج، السعد، نصر الله، درب ليهودي، ياسمينة، بن الشايب، البيضي، ولاد البكري، منذ يوم الأحد 10 يوليوز، امتد ليلة الخميس 14 يوليوز ليشمل باقي أحياء المدينة كالحي الحسني، درب آرلو، الربيع، أمنية، حي الراحة، ليالي، الوحدة، الازدهار، الزهرة، سيدي عمر، ما أجج غضب الساكنة خصوصا لتزامنه مع موجة الحر غير المسبوقة التي تضرب المدينة على غرار باقي مدن المملكة، وغياب التواصل مع المسؤولين على القطاع، على حد تعبيرهم.
ووفق ما استقيناه من سكان أحياء مختلفة بالمدينة، ليس هناك وقت محدد لانقطاع الماء، فهناك أحياء غابت عنها هذه المادة الحيوية لأيام، في وقت تجف فيه صنابير أحياء أخرى بين الساعة العاشرة ليلا والرابعة بعد منتصف الليل.
وأوضح بعض السكان، في تصريحات متفرقة لـLe360، بأنهم لا يعرفون المدة التي ستستمر عليها هذه الأوضاع، معبرين عن تذمرهم من هذا الوضع، خصوصا وأن هذه الفترة تعرف موجة حر قوية.
"تكرفصنا بزاف"، بنبرة صوت ملؤها الحسرة، وبملامح يسود عليها التعب، عبرت الحاجة ربيعة وهي سيدة سبعينية تقطن بحي الفرج بمدينة برشيد، عن ما عانته جراء انقطاع الماء بمنزلها المتواجد في الطابق الثالث منذ يوم عيد الأضحى، مشيرة إلى أنها تنتظر في الصباح الباكر عودة الماء لبضع ساعات لملأ بعض القنينات لقضاء حاجياتها.
وأوضحت السيدة التي التقيناها جالسة أمام باب منزلها، تنتظر أحد الأطفال ليحظر لها قنينة ماء تشربها، (أوضحت) أن هذا الوضع أثر على صحتها خصوصا وأنها تعاني من مرض السكري وتحتاج لشرب الماء بكثرة، مشيرة إلى أن الحي الذي تقطن فيه والأحياء المجاورة لها ينقطع فيهم الماء طيلة اليوم ولا يعود إلا في الساعة الثانية أو الثالثة بعد منتصف الليل لينقطع من جديد بعض بضع ساعات.
من جانبها، قالت نادية وهي سيدة في الأربعينات من عمرها، تقطن بالطابق الأول في الحي المجاور، إنها لاحظت منذ شهر تقريبا ضعف صبيب الماء في الصنابير، إلا أنها تفاجأت يوم عيد الأضحى بانقطاعه التام، مشيرة إلى أن هذا المشكل الذي امتد لأيام، بات يؤرق الساكنة ويمنعهم من قضاء حاجياتهم اليومية كالاستحمام، والأشغال المنزلية حيث تتكدس الأواني المستعملة (المتسخة) بالمطبخ، والملابس في غرفة الغسيل، وغيرها من الأمور.
وقال هشام وهو متحدث آخر، "عانينا الأمرين مع انقطاع الماء منذ يوم عيد الأضحى المبارك بدون إشعار مسبق، نحن نعلم أن حقينة السدود تراجعت بشكل كبير وأن المغرب يواجه أزمة ماء لكن لا يمكن تدبيرها بهذه الطريقة العشوائية، موجها ندائه إلى المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بالتدخل العاجل لضمان تزويد ساكنة برشيد بالماء.
ومن جانبه، أوضح المكي بأن هذا المشكل لا ينحصر بمدينة برشيد فقط، بل طال الدواوير المجاورة، "نحن نعرف طبيعة الأزمة التي يواجهها المغرب بنقص منسوب المياه في السدود، ولسنا ضد ترشيد استعمال مياه الشرب والسقي، لكن على السلطات الوصية التواصل مع المواطنين وإعلامهم بوقت انقطاع الماء واختيار أوقات مناسبة ومحددة".
يذكر أن سد المسيرة، ثاني أكبر سد بالمغرب الذي يبلغ حجمه مليارين و657 مليون متر مكعب، ويزود مدن مراكش والجديدة وآسفي وسطات وبرشيد بالماء، لم يعد قادرا على تلبية الطلب المتزايد على هذه المادة الحيوية، حيث تراجعت نسبة ملئه حاليا إلى 4.5 في المائة فقط، أي حوالي 118 مليون متر مكعب، مقارنة بنسبة 11.5 في المائة السنة الماضية، أي حوالي 304.6 مليون متر مكعب.
تصوير وتوضيب: أنس زايداوي