هكذا بدأت يومية أخيار اليوم، في عدد يوم غد (الجمعة) رواية مشاهد الجريمة البشعة، موضحة أن المتهمة (46 سنة) قالت لمصالح الأمن في اعترافاتها:” أنا أدير محلا تجاريا عبارةعن صيدلية بالحسيمة منذ ما يزيد عن 16 سنة، وفي الشهور الأخيرة بدأت الديون تتراكم علي، ووصلت إلى حوالي 30 مليون سنتيم لفائدة البنك الشعبي، و30 مليون سنتيم لفائدة مجموعة من شركات الأدوية، ومن جراء ذلك أصبت بحالة اكتئاب"، حسب تصريحات المتهمة.
وواصلت الصيدلانية تصريحاتها، حسب ما أوردته الجريدة نفسها، إذ راودتها فكرة ارتكاب جريمة من أجل ولوج السجن ليرتاح بالها من المشاكل، فاستقر تفكيرها على قتل ابنتها سارة (حوالي سبع سنوات)، ففي حدود العاشرة والنصف صباحا وعندما كان كل أفراد العائلة في سبات عميق، أخذت المتهمة منديلا وأهمت ابنتها التي قضت معها الليلة داخل غرفة نومها، على أنها ستلعب معها لعبة، وعملت على تكبيل رجليها ويديها ووضعت المنديل الثالث على أعينها لحجب رؤيتها وألقت بها أرضا عبر شرفة غرفة نومها الموجود بالطابق الثاني المطل على الشارع.
القتل والأسباب النفسية
من جهتها وصفت يومية المساء الجريمة بالفاجعة، مشيرة إلى أنه جرى الاستماع إلى أم الهالكة، وأن أسباب الحادث المروع تعود إلى مشاكل مالية كانت الأم التي تعمل صيدلانية تعاني منها وأدت إلى إصابتها بأزمة نفسية.
لا أحد يخفي تعدد حالات قتل الأباء لأبنائهم، رغم وجود ترسانة القوانين وبنود حقوق الإنسان. والجريمة في حد ذاته انحراف عن القيم الإنسانية، والنظام الاجتماعي القائم، والقوانين الوضعية السائدة في المجتمع.
إن قتل الأبناء هو في الأصل خلل نفسي واجتماعي،ولهذا تبدو هذه الظاهرة مرضية وشاذة وتخرج عن إطار القوانين الوضعية والتشريع الإسلامي ومن هنا نجد أن هناك مجموعة من الأسباب النفسية والاجتماعية تدفع بعض المغاربة إلى قتل أبنائهم.
ويجزم الباحثون في علم النفس أنه غالبا ما يحاول أحد الوالدين الذي قتل أبناءه الانتحار بعد ذلك لأنه في لحظة ارتكاب جريمته لا يكون واعيا بما يفعل، فبعد أن يرتكب جريمته يهدأ ويرجع إليه وعيه يكتشف هول ما فعل فلا يقبل بالأمر الواقع ويصاب بالانهيار العصبي فيفضل الانتحار ليهرب من ألمه ومعاناته وحسرته على قتل أبنائه.