وهكذا، فقد أصبحت المغربيات العالقات بمخيمات "داعش"، في مواجهة مخطط "داعشي"، يروم تصفية كل النساء، اللائي أعربن عن رغبتهن في العودة إلى المملكة، بعد تغير قناعاتهن وقيامهن بمراجعات فكرية، ما جعلهن في مواجهة جحافل من "الداعشيات" التونسيات المتشددات، باعتبارهن محتكرات للسلطة داخل المخيمات، وقريبات من رؤوس التنظيم، إذ أصدرن فتاوى بقتل وحرق جميع المغربيات.
وعلمت يومية "الصباح"، التي أوردت الخبر في عددها الصادر ليوم الثلاثاء 7 يونيو 2022، أن مغربية تحمل جنسية فرنسية، توجد بين الحياة والموت، بعد تعرض خيمتها لهجوم مسلح، وقيام داعشيات بتهشيم رأسها باستعمال مطرقة حديدية، أدت إلى تهشيم جمجمتها، في حين تعرضت ابنتها للتعذيب، والضرب المبرح، حول جسدها إلى خريطة بالألوان بسبب الكدمات.
و تمكنت الفتاة من الـنـجـاة، بينما أمـهـا تـوجـد بين الحياة والموت، بعد تلقيها ضربات قوية بالمطرقة، نتج عنها جرح غائر، وكـانـت الخيمة تضم المغربية وابنتها، إلى جانب امرأة روسية، كانت "الداعشيات" ينوين ذبحها، غير أنها نجت بأعجوبة.
وكشفت مصادر الجريدة أن حيا يضم عددا من النساء المغربيات، تعرض في الأيام القليلة الأخيرة، لهجوم مسلح من قبل مقنعات، يحملن سواطير ومطارق، وكن ينوين إبـادتـهـن، لكن لحسن الحظ أن بعضهن كن مستيقظات، وبـمـجـرد رؤيتهن ملثمات يتسللن بين الخيم، بدأن في الصراخ وطلب النجدة، وتدخل الحراس لإفشال مخطط التصفية، وأصبحت المغربيات يقمن بحراسة بعضهن، عن طريق المداومة.
وأوضحت مصادر لليومية المغربية مـن داخـل أسر العالقين في بؤر التوتر، أن مغربيات مخيم الهول والـروج، أصبـحـن يـعـشـن فـي جـحـيـم لا يـطـاق، إذ بالاضافة إلى الاحـتـجـاز فـي المـخـيـم، والـظـروف الاجـتـمـاعـيـة المـزريـة، أصـبـحـت الـداعـشـيـات المتعطشات إلـى الـقـتـل، يـهـددنـهـن بـالتصفية الجسدية، إلى درجة أن جلهن لا يستطعن مغادرة خيامهن نحو السوق من أجل التبضع، أو غيرها من الأنشطة اليومية.
وقالت المصادر ذاتها، إن المغربيات في مخيمات "داعش"، منقسمات إلى صنفين، الأول أعلن تمرده ويصارع مـن أجـل الـعـودة أو الهرب، خاصة اللائي توفي أزواجـهـن ولـديـهـن أطـفـال معرضون للخطر في أي لحظة، وهذا الصنف يتعرض لأشكال من التضييق والاعـتـداءات المـتـكـررة، وإحـراق الـخـيـم والهجومات المسلحة.
أما الصنف الثاني، فاختار التقية خوفا على حياته، إذ ما زلن يبايعن التنظيم، لأن إعلان قناعاتهن سيدخلهن في دائرة المستهدفات بالتصفية الجسدية، لهذا اخترن الحفاظ على البيعة للتنظيم، في انتظار حل يخرجهن من أهوال المخيمات.
وطالبت مصادر اليومية، الـحـكـومـة وباقي المسؤولين عن الملف، بالتعجيل بترحيل مغربيات المخيمات وأطفالهن، وتسريع إخراجهن من الأراضي السورية، قصد إنقاذ حياتهن وحياة الأطفال، وبعدها يمكن إخضاعهن لأي نوع من الحساب، قبل أن ينجح مخطط التصفية الذي يستهدفهن وأطفالهن، خاصة أن جزءً كبيرا لم يعد يتحمل التقية، وأصبحن يجاهرن بتمردهن ورغبتهن في الرحيل.