وحسب القرار الذي أصدره عامل إقليم تارودانت الحسين أمزال ووجهه إلى عدد من الجهات المعنية ضمنها وزيريْ الداخلية والفلاحة وولاة الجهات وعمال الأقاليم وعدد من الجمعيات المهنية، فقد حددت فترة الأكدال برسم سنة 2022 ما بين 10 أبريل و30 يونيو 2022 مع إمكانية تمديد الزمن إلى متم شهر غشت المقبل بقرار عاملي تعديلي.
وأضافت المراسلة، التي يتوفر Le360 على نسخة منها، أنه ابتداء من التاريخ المذكور، يمنع منعا كليا الرعي بجميع أنواعه وكذا جني وجمع فاكهة شجرة الأركان بالمحيط الحيوي الواقع بجل تراب إقليم تارودانت، موجها أوامره (عامل الإقليم) لمختلف المصالح المعنية بالحرص والسهر على التنزيل السليم للقرار.
من جانبه أصدر، عامل إقليم تيزنيت حسن خليل قرارا مشابها شُرع في العمل به منذ 28 أبريل 2022 وينتهي في متم غشت القادم، مرجعا ذلك إلى الأهمية الإنتاجية لسلسلة الأركان وانعكاساتها السوسيو اقتصادية على الساكنة بالعالم القروي، وفي إطار التدابير الرامية إلى تنظيم عملية جمع وتخزين المادة الأولية وسبل الاستفادة منها حسب معايير الجودة المطلوبة في الإنتاج.
وفي هذا السياق، أوضح ميلود أزرهون المنسق الإقليمي لشبكة جمعيات محمية المحيط الحيوي للأركان، في تصريح لـLe360، أن اِلتفاتة عمال أقاليم جهة سوس ماسة لشجرة الأركان خلال هذه الفترة، مسألة محمودة ومطلوبة وتستوجب التنويه بها لما لها من آثار إيجابية وتعزز البعد العرفي التراثي الثقافي لمرحلة "أكدال" باعتبارها ممارسة محلية جماعاتية كانت تنهجها القبيلة وتحترم من طرف جميع ساكنة المجال الترابي.
وأضاف المتحدث أن عادة "أكدال" لا تزال مستمرة إلى حد الآن كما هو الشأن بالنسبة لأحد الدواوير الواقعة بجماعة أولاد دحو التابعة لإقليم إنزكان أيت ملول، حيث دأبت إحدى الجمعيات على تنظيم هذه العملية قبل أن يأتي اليوم دور السلطات الإقليمية في اتخاذ هذا القرار بشكل عام يشمل مختلف مجالات تواجد شجرة الأركان بعموم تراب أقاليم جهة سوس ماسة.
وأعرب أزرهون عن أمله في التطبيق الصارم والحازم لقرار عمال الأقاليم ومواكبة العملية من خلال زجر المخالفين لهذا النظام خصوصا الرعاة الرحل الذين يتوافدون على هاته المناطق للرعي فيها بعد مرور مدة تزيد عن 3 أشهر من فترة "الأكدال" ما يجعل مجهود السكان في مهب الريح ويلحق بهم خسائر مادية فادحة ويحرمهم من مصدر قوت عيشهم اليومي.
وأكد المتحدث أن هذه المخالفات هي ما تستوجب تدخل العمال بشكل فعال وملموس لمحاربة ظاهرة الرعي الجائر ولحماية ممتلكات الساكنة ودعمها من أجل إنجاح العملية وفق المخطط له، والتي تساهم في إعطاء راحة بيولوجية لشجرة الأركان وتجعلها تستعيد عافيتها بشكل طبيعي وتلقائي وتحد من سرقة المحصول، بحيث تشرع جميع الأسر في جمع وجني فاكهة الأركان في وقت واحد وعلى نحو جماعي من شأنه منح مردودية أحسن وجودة عالية من النضج للثمار، كما تعد مناسبة لإحياء العلاقات الاجتماعية التضامنية بين السكان، يقول المصدر نفسه.