وأشار البروفيسور إلى أن هناك فيروسات أخرى غير معروفة يمكن أن تسبب التهاب الكبد، مثل Cytomégalovirus المعروف اختصارا بـ"CMV".
وأوضح أن الإصابات التي تم اكتشافها مؤخرا في صفوف الأطفال ببريطانيا وعدد من الدول، والتي تعدت الـ170 إصابة، تبين بعد إخضاعها للفحوصات الطبية أنهم مصابون بالتهاب الكبد الحاد وأن الكبد لم يعد قادر على أداء وظائفه، لكن التحاليل المخبرية التي خضع لها المصابون للتعرف على أسباب الإصابة هل هو فيروس "أ" أو "ب" أو "س"... كشفت غياب كل الفيروسات المعروفة، بالتالي وجدوا أنفسهم أمام "التهاب كبد حاد مجهول المصدر".
لكن من جهة أخرى، يضيف الدكتور، كشفت الأبحاث المنجزة وجود فيروس غدي (Adenovirus) في أجساد أغلب الأطفال المصابين، وبالتالي هناك احتمال بأن يكون هو السبب الرئيسي وراء هذا الالتهاب.
وبخصوص إمكانية انتقال العدوى من شخص إلى آخر، قال البروفيسور مرحوم: "إذا كان سبب التهاب الكبد أحد الفيروسات التي سبق وذكرناها فيكون مرضا معديا".
وحسب الأخصائي في الأمراض الفيروسية والتعفنية، فإن أعراض هذا المرض تختلف بين الخفيفة والخطرة، فالخفيفة فتتمثل في الارهاق، اصفرار البشرة، ألم في المفاصل، الإسهال، في حين تكمن الخطورة في الإصابة بنزيف، وهو دليل على توقف الكبد عن أداء وظائفه الحيوية نتيجة الإصابة بالتهاب الكبد الحاد والمزمن الذي يؤدي في بعض الحالات إلى الموت.
تفشي سريع للفيروس في صفوف الأطفال
أعلنت منظمة الصحة العالمية أنه إلى غاية 21 أبريل 2022، تم رصد ما لا يقل عن 169 حالة من حالات التهاب الكبد الحاد مجهول المنشأ في 11 دولة في المنطقة الأوروبية التابعة لمنظمة الصحة العالمية، ودولة واحدة في منطقة الأمريكتين، وحالة وفاة واحدة.
ومن بين إجمالي عدد الحالات، تم تسجيل 114 حالة في المملكة المتحدة، و13 حالة في إسبانيا، و12 في إسرائيل، و9 في الولايات المتحدة، و6 في الدنمارك، كما تم تسجيل أقل من خمس حالات في أيرلندا، وأربع في كل من إيطاليا وهولندا، وحالتان في كل من النرويج وفرنسا، وواحدة في كل من رومانيا وبلجيكا.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يتراوح عمر المرضى بين شهر واحد و16 عاما، فيما احتاج حوالي 10 في المائة منهم إلى زراعة كبد.
ودعت منظمة الصحة العالمية جميع الدول إلى رصد الحالات المحتملة والتحقيق الوبائي المعمق والإبلاغ عنها.
وزارة الصحة تطمئن المغاربة
وكانت وزارة وزارة الصحة والحماية الاجتماعية قد أعلنت، يوم الجمعة 22 أبريل 2022، أن المغرب لم يرصد أي حالة إصابة بالتهاب الكبد الحاد "مجهول المصدر" الذي تم رصده بالمملكة المتحدة، مشيرة إلى أنها تتابع عن كثب الوضع الوبائي لهذا المرض.
وقالت الوزارة، في بلاغ لها، إنها ومنذ الأسبوع الأول من شهر أبريل الجاري ومباشرة بعد إخطار منظمة الصحة العالمية بالحالات الأولى للالتهاب الكبدي الحاد مجهول السبب عند عدد من الأطفال بالمملكة المتحدة، تتابع الوضع الوبائي العالمي المتعلق بهذا الحدث في إطار منظومة اليقظة الصحية الدولية بالمركز الوطني لطوارئ الصحة العامة، مشيرة إلى أنها لم تسجل أي تغير على مستوى العدد المعتاد لحالات التهاب الكبد المسجلة وطنيا، كما لم يتم رصد أي حالة مشابهة للحالات السالفة الذكر.