فقد جاء في يومية الصباح، في عددها لنهاية الأسبوع، أنه إدارة ثانوية الكندي بنيابة ابن امسيك بالبيضاء، عرفت صباح الخميس الماضي، انفضاح أمر تلميذين توأم تم ضبط ترسانة من المعدات المتطورة لديهما، كانا يستعملانها لتلقي اجوبة من خارج امتحانات الدورة الاستدراكية للباكلوريا. والمثير أن زملاء التلميذين اعتقدوا أن الأمر يتعلق بعبوة ناسفة، ما أثار فزعا في صفوفهم.
وقال مصدر للجريدة إن حالة من الاستنفار شهدتها الثانوية، حيث تم استدعاء مدير المؤسسة بحضور أساتذة الحراسة الذي فوجئوا بعدد الأسلاك الكهربائية التي ضبطت في حوزة التلميذين الشقيقين وهما يجتازان امتحان علوم الحياة والأرض.
وأفاد المصدر ذاته أن الترسانة كانت مربوطة على على هاتفين محمولين من الطراز القديم، كانا يتلقيان من خلالها أجوبة بانتظام من خارج مركز الامتحان.
وأضافت الجريدة أن الإدارة حجزت الأدوات المتطورة وطلبت من التلميذين التوأم التوجه إلى الإدارة، لكنهما لاذا بالفرار، حيث تجاوزا السور القصير للمؤسسة.
وبعد قليل من ذلك، عاد أحد التلميذين يطلب تسليمه الهاتفين المحمولين، ربما لاحتوائهما على شريحتين تضمان أسماء وأرقام من ربطا بهم الاتصال وساعدوهما على الغش في امتحانات الباكلوريا.
"اجتهاد" في الغش
غريب هذا المجهود الكبير الذي يبذله الغشاشون في الامتحانات الدراسية، وخصوصا في اختبارات الباكلوريا التي يفترض انها تفصل بين مرحلتين مهمتين في تلقي العلم.
فهم يبحثون عن آخر "التقنيات" ولا يألون جهدا في التدرب عليها للاستفادة منها يوم الامتحان، وهو الجهد الذي لا يقل ربما عن ذلك الذي ينبغي بذله للحصول على أعلى النقط.
بغض النظر عن عيوب التنشئة الاجتماعية التي لا تساعد عموما على القضاء على الغش، سواء في الأسرة أو المدرسة، فلا بد من توعية التلاميذ على مواجهة تحدي الامتحانات بالاجتهاد والكد في الدراسة، لا في التحايل على الامتحانات، وربما كانت البداية بمحاربة "الرهاب" الذي يصيب التلاميذ فيلجؤون إلى "كل" الطرق للغش.