الخبر أوردته يومية "الصباح"، في عددها الصادر ليوم الخميس 14 أبريل 2022، مبينة أن الدرك الملكي بالصخيرات وضع، مساء أمس الثلاثاء، صاحب وكالة أسفار بالمدينة رهن الحراسة النظرية، بتعليمات من وكيل الملك لدى ابتدائية تمارة، للبحث معه في جريمة نصب على العشرات من الراغبين في أداء مناسك العمرة، بعد احتجاج ضحاياه أمام مقر الوكالة، مضيفة أن مصالح أمن سلا تدخلت بدورها في الوقت ذاته، بعد اعتصام مشتكين بأحد أحياء المدينة، فور اكتشاف تعرضهم للنصب، حيث تجري أبحاثا للإيقاع بمرتكبي الجريمة ذاتها.
وأشارت اليومية، نقلا عن مصادر وصفتها بـ"العليمة"، إلى أن اجتماعا طارئا لمسؤولي وكالات تبين فيه أن مبلغ النصب عليهم وعلى المعتمرين فاق مليارين، من قبل مسؤولين آخرين، مؤكدين تعرضهم بدورهم للاحتيال، أبرزهم مسؤول استولى لوحده على 450 مليونا وغادر المغرب، ما وضع مسير وكالات بالرباط وسلا والصخيرات وتمارة في موقف محرج أمام الزبناء، مبينة أن ضغط واندفاع الضحايا دفع النيابة العامة إلى التعجيل بإيقاف المشتبه فيهم بتلقي المبالغ المالية.
وحَجَّ، بعد إفطار أمس الثلاثاء، 50 ضحية إلى مقر سرية الدرك بالصخيرات، من مدن الجديدة والبيضاء وبوزنيقة والمحمدية، كما حضر ضحايا آخرون من مدن أخرى إلى مقر مصالح أمنية مختلفة بسلا، والتحق بهم آخرون، صباح اليوم الأربعاء، قصد الاستماع إليهم في ظروف وملابسات النصب عليهم، في الوقت الذي تجري فيه مصالح أمنية بأكادير والعيون والبيضاء أبحاثا موازية في الموضوع نفسه.
وطفت للسطح هذه القضية بعدما قصد بعض الضحايا مطار محمد الخامس الدولي بالبيضاء، بعدما وفرت لهم وكالات أسفار تذاكر سفر "ملغومة"، كما تبين اختفاء طائرات شركة سعودية كانت ستقلهم نحو المملكة العربية السعودية، مؤكدين أنهم لم يجدوا جوابا مقنعا من قبل المسؤولين حتى داخل وكالات الأسفار التي نظمت العملية، ومشيرين إلى أن الخطوط الجوية الأردنية تدخلت لنقل فئة معينة من المعتمرين، لكن الآخرين قصدوا الوكالات، إذ أكد صاحب وكالة أسفار بسلا، أنه فر بجلده رفقة المستخدمين، بعدما قصده زبناء مسلحون وخربوا مرافق بالوكالة.
وتدخلت بعض الوكالات لإعادة اقتناء تذاكر السفر والتنسيق مع وكالات أخرى من أجل الاستجابة لمطالب الراغبين في أداء العمرة، تفاديا للملاحقة القضائية وتشويه سمعتها والتأثير عليها في إطار علاقاتها مع الزبناء، إذ اقتنت إحدى الوكالات بسلا حوالي 100 تذكرة.
وفي سياق متصل، انتظر ضحايا صاحب وكالة بسلا حافلة كانت ستقلهم من المدينة نحو مطار محمد الخامس الدولي بالبيضاء، وبعدما اكتشفوا النصب عليهم، اعتصموا أمام مقر وكالته، واختفى وسيطان عن الأنظار، ما دفع مصالح الضابطة القضائية إلى مداهمة منزليهما دون جدوى.
