وذكرت مصادر خاصة لـLe360 أن اللقاء الذي جمع أولياء الطلبة بمسؤولين بخلية الازمة التي تشكلت منذ يوم 12 فبراير الجاري على مستوى وزارة الخارجية المغربية بالرباط، تطرق الى مواضيع تخص بالأساس الوضعية التي يعيشها الطلبة في الظرف الحالي بأوكرانيا كما تم بحث آخر الإجراءات التي ستتخذها السلطات المغربية لتسهيل عودتهم إلى أرض الوطن.
وجرى في هذا اللقاء استعراض مختلف الخطوات الاستباقية للسلطات المغربية بناء على تقارير دقيقة وعن كثب لخلية أزمة انيطت بها مهمة متابعة تفاصيل الانعكاسات المحتملة للأزمة التي تعرفها المنطقة على أمن وسلامة المواطنين المغاربة، والحرص على تجنيبهم ما قد يلحقهم من أضرار، وهو ما تفهمه ممثلو أولياء الطلبة الذين عبروا خلال اللقاء عن تفهمهم لصعوبة الوضعية وتثمينهم للمجهودات المبذولة من قبل السلطات المغربية.
وأوضحت مصادرنا ان اللقاء انتهى بطمأنة أولياء الطلبة المغاربة بأوكرانيا بعد استعراض التدابير العاجلة التي تتخذها السلطات المغربية، وهي الخطوات التي سبقها إحداث خلية أزمة بسفارة المملكة المغربية بكييف، والتي وضعت أرقام هاتفية رهن إشارة أفراد الجالية المغربية.
وتعكف وزارة الخارجية المغربية، بتنسيق مع الجهات المختصة بإنشاء لجنة عهد إليها تدارس تداعيات هذه الأزمة والتدابير الواجب اتخاذها على مستوى كل قطاع من أجل تيسير عودة أفراد الجالية المغربية الراغبين في ذلك إلى أرض الوطن.
وجرى في هذا السياق العمل على إنشاء جسر جوي مباشر بين المغرب وأوكرانيا تم تأمينه من قبل شركتا الخطوط الملكية المغربية والعربية للطيران اللتان عرضتا أثمنة مناسبة لهذه العملية التي تكتسي طابعا وطنيا وتراعي الجانب الإنساني.
ووفقا لمعطيات رسمية، فقد مكنت الرحلات الجوية المباشرة بين المغرب وأوكرانيا من ترحيل 849 مواطن مغربي عبر خمس رحلات (الخطوط الملكية المغربية 02 – العربية للطيران 03) في حين توصل مركز النداء القنصلي بأزيد من 6000 مكالمة، 70 % منها صادرة عن جاليتنا بأوكرانيا و30 % من أفراد عائلاتهم بالمغرب.
ويعد الطلبة من غالبية أفراد الجالية المغربية في أوكرانيا، اذ يتابع حوالي 8832 دراستهم بمختلف الجامعات والمؤسسات الأوكرانية.
ولتيسير عملية التواصل، تم تسخير رقمين أخضرين مجانيين ووضعهما رهن إشارة المغاربة القاطنين بأوكرانيا وكذا عائلاتهم بالمغرب للتواصل معهم والإجابة على مختلف تساؤلاتهم وذلك عبر مركز النداء القنصلي الذي تم إنشاؤه منذ سنة 2018، في إطار الاستراتيجية العامة التي تنهجها الوزارة والتي تروم الارتقاء بالعرض القنصلي الموجه لأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج.
تجدر الإشارة إلى أن خلية الازمة المحدثة، حرصت على تجميع الإشكاليات المطروحة من قبل المتصلين بالمركز المذكور بغية دراستها والتفاعل معها إيجابيا من طرف جميع القطاعات المعنية بتدبير هذه الأزمة وكذا سفارة المملكة بكييف، كما تم إبلاغ أولياء الطلبة الحاضرين بضرورة التقيد بالتوجيهات وتدابير السلامة التي دعت إليها السلطات الأوكرانية حفاظا على أرواحهم وعدم مغادرة أماكن إقامتهم، إلا في حالات الضرورة القصوى والاحتفاظ الدائم بأوراق إثبات هويتهم وسفرهم والتواصل المستمر مع السفارة وخلية الأزمة المخصصة لهذا الغرض.
وأوضحت السفارة المغربية بكييف، في بلاغ لها هذا اليوم، بأن الوضعية الحالية (إغلاق المجالين الجوي والبحري)، حتمت اللجوء إلى الحل البري من أجل الخروج من بلد الإقامة.
ولهذا الغرض قامت سفارات المغرب بكل من رومانيا وهنغاريا وبولونيا والنمسا بمساعي من أجل الحصول على التراخيص اللازمة لتيسير عملية عبور أفراد جاليتنا بالمراكز الحدودية بهذه البلدان خاصة اللذين لا يتوفرون على التأشيرة وجواز التلقيح.
