ولتسليط الضوء على هذه المهنة التجارية النادرة، فقد تجولت كاميرا الموقع بين مختلف الأماكن التي يتواجد فيها'' الدلالة والدلالات'' وبالضبط في شارع اسكيكيمة بمدينة العيون، حيث تأخذ التجارة لونا أكثر منه شعبية وبساطة، يبدو ان السلطات بالمدينة قد أثرت وفضلت الحفاظ عليه حرصا منها على الحفاظ على ثقافة المنطقة.
وتختلف مهنة ''الدلالة طبعا عن مهنة العطار، بحيث إن الدلال يحرص على بيع المنتوجات النباتية التي ترى النور في الصحراء، أو يستعملها سكان الصحراء قديما من صمغ عربي أو لبان أو أعشاب لابد من ''الدلال او الدلالة'' أن يكونوا عارفين بها حق المعرفة منذ نشأتها إلى كيفية استعمالها، لغرض مهني قح، يتمثل أساسا في إرشاد الزبون أو الزبونة، باعتبار أنه مطالب بأن تكون له ثقافة عالية في الطب الشعبي الصحراوي، وأن يكون عارفا بالأعشاب التي تستعمل صيفا والأعشاب التي تستعمل شتاء، كي تقي الناس شر البرد القارس.
كما أنه قد جرت العادة أيضا أن يكون ''الدلال أو الدلالة'' متقدما شيئا ما في السن حتى يعطي انطباعا أكثر بكونه حكيما أو يملك من الخبرة ما يؤهله لأن يخترع خلطة أعشاب أو روائح يستعملها الزبناء حتى في المناسبات أو في حياتهم اليومية أو للدواء أو الولادة أو خلال فصل من الفصول خصوصا زمن الترحال والخيمة.
وقد تخصصت النساء الدلالات في الصحراء المغربية، في الكثير من حيثيات طب النساء وكدا التجميل وبيع المنتوجات المرتبطة بزينتهن، بحيث يمكن ايضا للمرأة الدلالة أن تبتكر ماركة من التسابيح، بحسب عمر النساء، وذلك بإدخال لمسات على المجوهرات، بغرض تطوير المهنة، بفضل المهارة التي تمتلكها ''الدلالات''، إضافة إلى تطوير حتى الخلطات العطرية التي تتنوع السياقات التي ترد فيها.
يشار إلى أن مهنة الدلال أو الدلالة تشترط بالدرجة الأولى عرض السلع دون دكاكين ولا حوانيت، وأن أهلها يفضلون الجلوس أمام السلعة على فراش أرضي مثل السجاد التقليدي، الذي عادة ما يصنع من الجلد، وهو ما يسمى في الصحراء المغربية بـ''ايليويش'' أو ''الهيدورة''، كما يفضلون العمل قبيل صلاة الظهر، أو مباشرة بعد صلاة العصر تفاديا لأشعة الشمس، باعتبار أنهم عادة لا يشتغلون تحت السقف.



