وللحفاظ على هذه المكتسبات البيئية، فقد كرست المصالح البلدية للمدينة أسطولا ضخما يتكون من عدة مهندسين وتقنيين متخصصين في المجال البيئي، من أجل خلق توازن بيئي داخل المدينة الصحراوية الساحلية، التي تعتمد في الكثير من احتياجاتها المائية على تحلية مياه البحر، الذي يبعد عن المدينة بحوالي 25 كلم.
وتصاحب عملية غرس النخيل هذه الكثير من التحديات التي تتمثل أساسا في استخدام أساطيل من صهاريج المياه التابعة للجماعة، والتي تتم متابعة أعمالها وأدائها بطرق جد متطورة، تتخلص في تقنية GPS، والتي تسمح للمسؤولين بتتبع الأشغال عن بعد، بما فيها المسافة التي تقطعها المركبات والمساحات الخضراء التي تم سقيها.
كما يتم سقي النخيل أيضا بطرق حديثة ومتطورة، تتمثل في التحكم في عملية التقطير عن بعد، وذلك تفاديا لازدحام المركبات والشاحنات الصهريجية داخل المدينة، وترشيدا لنفقات الري والسقي، والذي سيتم مستقبلا باستعمال المياه العادمة، التي سيتم تخليصها من الشوائب وتحليتها، حفاظا على المياه الصالحة للشرب وترشيدا لاستعمالها.
وتجدر الإشارة إلى أن وفرة تواجد النخيل بالعيون، جعل منها بالفعل مدينة للنخيل، ومدينة خضراء، كما وعد بذلك الملك الراحل الحسن الثاني، وهو ما من شأنه أن يضمن محاربة مستدامة ودائمة للتصحر، والذي كان يهدد المدينة من حين لآخر، إضافة لكونه يضفي عليها جمالية ونقاء أكثر، وهو ما بوأها سنة 2017 المرتبة الثالثة عربيا، في صنف جائزة "تخضير المدينة" بالدوحة بعد مدينة الجبيل بالسعودية ومدينة الشمال بدولة قطر.