خبير يكشف لـle360 أسباب عزوف الشباب عن الزواج

DR

في 16/12/2021 على الساعة 20:34

أعد مؤخرا المرصد الوطني للتنمية البشرية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي تقريرا رصد ارتفاع نسبة عزوف الشباب المغربي عن الزواج، حيث انتقل من 42 بالمائة عام 2011 إلى 70 في المائة عام 2019.

واعتبر بعض المغاربة هذه النسبة صادمة، ولا تبشر بالخير، خاصة في ظل الوضعية الاقتصادية التي يعيشها بعض الشباب وأيضا في ظل جائحة كورونا.

ولمعرفة أسباب عزوف الشباب المغربي عن الزواج، تواصل موقع le360، مع الباحث في علم الاجتماع، محسن بنزاكور، الذي كان لديه بعض التحفظ بخصوص النسبة التي أصدرها تقرير المرصد الوطني للتنمية البشرية، قائلا: " أولا أود أن أقول أنه لدي بعض التحفظ على نسبة 70% ، فمن الناحية العلمية سنجد أن النسبة العمرية للشباب التي تم تحديدها في هذا التقرير، تتراوح بين 15 و25 عاما، وإحصائيا يستحيل في المغرب الزواج في هذا السن، لأنها هذه الفئة تحدد فئة الشباب المتمدرسين أو الذين يعانون من الهدر المدرسي، وبالتالي الزواج في هذه الحالة لن يكون إلا بمفهوم النية ".

وتابع: " لدي تحفظ العلمي أخر، هو أنه في هذا التقرير قاموا بسؤال الشباب بين 15 و25 سنة، في حين أن المعدل الرسمي للزواج في المغرب، حسب المندوبية السامية للتخطيط هو 30 سنة، فلماذا لم يذهبوا عند الشباب من هذه الفئة العمرية ليسألوهم "ما الذي غير موقفهم من الزواج؟"."

وأكد بنزاكور أنه على يقين أن نسبة عزوف الشباب عن الزواج في المغرب لن تصل إلى 70 %، لو تم أخذ بعين الاعتبار، هذه الاعتبارات العلمية والمنهجية.

أسباب عزوف الشباب عن الزواج

وعن أسباب عزوف الشباب عن الزواج، يقول بنزاكور: " على المستوى الاجتماعي، تغير مفهوم الزواج عند الشباب، مما يؤدي ببعضهم إلى رفض فكرة الزواج بصفة نهائية، والسبب في ذلك هو أن الشباب المغربي تغيرت منظوراته الفكرية، فمثلا في حدود التسعينات من القرن الماضي، كان الشاب المغربي يتزوج "باش يكمل دينه"، بمعنى أن الزواج كان له بعد ديني أكثر من أي شيء آخر، أما الآن فقد تغيرت المرجعية الفكرية وأصبح المنظور منظورا فردانيا ، بمعنى أن الشخص يطرح على نفسه عدة تساؤلات قبل الزواج، من قبيل " هل من مصلحتي أن أتزوج؟"، "ما هي الإضافات التي سوف أجنيها إذا ما تزوجت؟".. وغيرها من التساؤلات، وبالتالي نستنتج أن معايير الزواج تغيرت، سواء عند الشاب أو الفتاة".

وكشف ذات المتحدث أن بعض الشباب أصبحوا يربطون عزوفهم عن الشباب بالخوف من المسؤولية، وهذا ما وقع في أوربا قبل بعقد كثيرة.

وتابع: " العامل الثاني والأهم، في ارتفاع نسبة عزوف الشباب عن الزواج، هو انخفاض الأجور، والعامل الثالث هو بطالة الشباب الحاصلين على الديبلومات".

واعتبر بنزاكور أن هناك مسألة أخرى مهمة، وهي الفصل بين القادرين على الزواج ولكنهم عازفون عليه، وبين الذين لم يصلوا بعد إلى مستوى اتخاذ قرار الزواج ولديهم فكرة التحفظ على الزواج.

كيف يمكن تحفيز الشباب على الزواج؟

الحلول التي يجدها بنزاكور ملائمة لتحفيز الشباب على الزواج، هي في الواقع اقتراحات يطرحها الشباب على أنفسهم للتخفيف من مسؤولية الزواج وأعبائه، كالبحث عن شريك ذو دخل معقول، من أجل تقاسم أعباء الحياة الزوجية، والتخلي عن فكرة أن "المصروف" من مسؤولية الرجل فقط.

وأضاف: " بما أننا في مرحلة انتقالية، هناك من ينتقد هذه الفكرة رغم أنها موضوعية وواقعية، وأنها المفتاح في التفكير من جديد في إمكانية الزواج".

البعد الثاني حسب هذا المتحدث، هو التأثير الإعلامي على فكرة الزواج، الذي أصبح ذو بعد عاطفي وجداني، أكثر مما كان عليه سابقا، بالتالي التوافق وإعطاء القيمة للشريك، أصبح من شروط الشباب للتخلي عن فكرة الخوف من الزواج أو الخوف من المسؤولية.

وأضاف: " لهذا السبب يجب على الفن والإعلام المغربي أن يعطي للشباب مكانة على مستوى الرواية، الفن، الكتابات والأبحاث العلمية، حتى نجد حلولا علمية رصينة لتثبيت هذه الرغبات عند الشباب، لأن كل من المجتمع، العقلية والمرجعيات تغيرت".

وختم بنزاكور حديثه قائلا: " هناك فكرة أخرى متعلقة بالحكومة، وخصوصا وزارة التضامن والأسرة، التي يجب أن تكون لديها الكفاءة في التشجيع على الزواج، من خلال القيام بحملات تحسيسية، وكتابة دليل للتشجيع على التأهيل، بالمساعدة المالية لذوي الدخل المحدود، لأن الزواج مشروع حياتي لا يجب أن يكون مسؤولية فردية، بل مسؤولية حكومة أيضا."

تحرير من طرف غنية دجبار
في 16/12/2021 على الساعة 20:34