وتقول الدكتورة غيثة العلمي، طبيبة نفسية، إن الإكتئاب الموسمي الذي يأتي في فصل الشتاء، يشبه الإكتئاب العام في بعض الأعراض، لكن الفرق بينهما، هو أنه يأتي دائما في فصل الشتاء الذي يتميز بقلة الإضاءة وغياب أشعة الشمس في أغلب الأوقات.
وتضيف المتحدثة ذاتها في تصريح لـLe360، أن الإكتئاب الموسمي يصاحبه عدد من الأعراض، منها الإضطراب في المزاج، حيث يتحول الشخص من سعيد إلى كئيب في لحظات أو أيام، ويصبح مزاجه غير مستقر على الحالة نفسها خلال الأسبوع، إلى جانب تحول الشخص إلى شخص عصبي من دون أسباب واضحة أو مهمة، وهو ما يلاحظه المحيطون به، الذين لا يستوعبون تحولاته المزاجية والعصبية.
وأوضحت العلمي أن الشخص المصاب بالإكتئاب الموسمي يصاب أيضا بنقص الرغبة، إذ تنعدم لديه الرغبة في الذهاب إلى العمل، أو الطبخ، أو الخروج، أو القيام بالأعمال العادية التي كان يقوم بها سابقا، حيث تقل عنده الرغبة في كل شيء تقريبا، إلى جانب إصابته بالإعياء والتعب النفسي والجسدي، إذ يشعر نفسيا بالإرهاق، وجسديا بعدم القدرة على القيام بأموره العادية.
وأكدت الطبيبة النفسية أن تأثير الإكتئاب الموسمي يصل إلى فقدان الرغبة الجنسية بين الأزواج، وأحيانا إلى إنعدامها بالمرة لدى المصاب، إلى جانب عدم تقدير الذات من قبله، حيث يبدأ بالتدمر من شكله الخارجي، ويعتبر أن شكله ليس بالملائم، وهو ما يؤدي إلى مشاكل في التركيز والذاكرة.
ولمواجهة الإكتئاب الموسمي، قالت الاختصاصية في الطب النفسي إن المصاب يجب عليه التعرض لأشعة الشمس بشكل كبير، مشيرة إلى أن الضوء المتواجد داخل الغرفة غير كافٍ، لذا يجب عليه الخروج للتعرض لأشعة الشمس لمدة لا تقل عن نصف ساعة يوميا في فترة الظهر، إلى جانب الخروج في نهاية الأسبوع للحصول على كمية مهمة من أشعة الشمس، إلى جانب الحصول على فيتامين "دي" الذي يساعد بشكل كبير في محاربة الإكتئاب الموسمي، وأيضا العلاج بالضوء، حيث هناك مصابيح خاصة تباع لديها إضاءة شبه طبيعية تساعد بشكل كبير في منح الإضاءة الكافية للمصاب.
وأضافت العلمي أن الرياضة هي الأخرى تعتبر من الأمور التي تساعد في التخلص من الإكتئاب الموسمي، إذ تمنح الدماغ إشارات جيدة تساعده في الخروج من حالة الإكتئاب.