لم يعد من الضروري إحضار وصفة طبية لأخذ اللقاح ضد الأنفلونزا الموسمية من الصيدليات، إذ أصبح متاحا للجمهور بسعر 125.30 درهم. ومع ذلك، يجب أن يتم حقن اللقاح دائما على يد مهنيي الصحة، لأن الصيادلة غير مصرح لهم القيام بذلك في صيدلياتهم، كما أكد ذلك حمزة كديرة، رئيس المجلس الوطني لهيئة صيادلة المغرب، في تصريح لـLe360.
في هذا الصدد، استنكر آخر القرارات الصادرة عن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، والتي بموجبها لا يوجد حد أدنى للمدة التي يجب مراعاتها بين التلقيح ضد الأنفلونزا والتلقيح ضد كوفيد-19.
كما حرص محاورنا على التأكيد على أنه بصرف النظر عن الاحترام الصارم للإجراءات الاحترازية والنظافة والتباعد الجسدي، التي يجعل من الممكن منع الإصابة بكل من كوفيد-19 والإنفلونزا، فإن التلقيح السنوي ضد الإنفلونزا يظل أكثر الوسائل فعالية في الوقاية، حيث يسمح بتقليل الأشكال الخطيرة لهذه العدوى.
أكثر من 250 ألف جرعة متوفرة في السوق
بالنسبة لموسم الأنفلونزا 2021-2022، ستطرح شركة سانوفي باستور، التي تزود المملكة بلقاح الأنفلونزا، للسنة الثانية على التوالي المصل الرباعي التكافؤ (VaxigripTetra)، بحسب ما أكده مصدر من شركة سانوفي المغرب-تونس-ليبيا لـLe360.
ويحتوي هذا اللقاح على أربع سلالات من فيروس الإنفلونزا الميت (لا توجد جرثومة حية) ويوفر حماية ممتدة وتأقلما أفضل مع تطورات الوضعية الوبائية.
سيتم تخصيص ما بين 250 إلى 300 ألف جرعة للسوق الخاص (موزعي الجملة والصيدليات). أما فيما يتعلق بالسوق العام، تجيب شركة سانوفي باستور عبر شريكها معهد باستور المغرب على طلب عروض سنوي أطلقته وزارة الصحة.
الأنفلونزا: الأعراض والعدوى والأشخاص المعرضون للخطر...
من جانبه، أوضح الدكتور بوبكر دريوش، طبيب بمدينة الدار البيضاء، أن حملة التلقيح ضد الأنفلونزا، هذا الفيروس الذي يمكن لأي شخص أن ينتقل إليه وينقله إلى من حوله، تجري في وضع صحي غامض، ولا زال يتميز بتفشي وباء كوفيد-19.
أما بالنسبة لطرق انتقال الأنفلونزا، فأشار هذا الطبيب إلى أن فيروس الأنفلونزا ينتقل عن طريق استنشاق قطرات من اللعاب أو البلغم أو العطس منبعثة من شخص مصاب.
تتميز هذه الأنفلونزا الموسمية بظهور مفاجئ للحمى والسعال والصداع وآلام العضلات والمفاصل والتهاب الحلق وسيلان الأنف وغيرها من الأعراض.
وأضاف هذا الطبيب أن الأنفلونزا هي عدوى تنفسية يمكن أن تسبب لدى الأشخاص المعرضين للخطر مثل النساء الحوامل والأطفال دون سن الخامسة وكبار السن و/ أو أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة، لمضاعفات خطيرة كالالتهاب الرئوي أو تفاقم مرض مزمن. ومن هنا تأتي أهمية اللقاح. وأكد بوبكر دريوش على أنه "من الضروري، مع ذلك، استشارة الطبيب المعالج".
وتستعمل اللقاحات ضد الأنفلونزا الموسمية منذ أكثر من 50 عاما. لقد تم إعطاؤها لملايين الأشخاص وهي آمنة. وخلص الطبيب إلى أن "هذه المدة الزمنية والدراسات العلمية التي أجريت على هذه الأمصال تثبت أنها تحمي الأشخاص الضعفاء من الأنفلونزا، خاصة أثناء انتشار الوباء".