نجيب أرزقي (42 سنة) وهو مواطن فرنسي من أصول مغربية يشتغل كمهندس للاتصالات، قرر اقتحام المجال السياسي عبر تأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي لمسلمي فرنسا سنة 2012، إذ يدافع هذا الحزب الذي يصنف نفسه "يساريا علمانيًا يعادي الإمبريالية والكولونيالية" عن البيئة وحق الأقليات والأجانب في المشاركة في الحياة السياسية، وكذا محاربة الكراهية ضد المسلمين.
بعيدا عن فكرة "أسلمة" المجتمع الفرنسي وتطبيق الشريعة الإسلامية، يسعى هذا الحزب إلى تطوير سوق المواد الاستهلاكية الموجهة للمسلمين (سوق الحلال) لخلق مناصب عمل جديدة، إضافة إلى السماح بإنشاء مؤسسات مالية إسلامية في فرنسا، على غرار تلك المتواجدة في بريطانيا، فضلا عن تدريس مادتي التربية المدنية والفلسفة في المدارس لحث "الشبان على التفكير" وعلى "التحرك من أجل مستقبل أفضل".
وأعلن الشاب ذو الأصول المغربية عن ترشحه للرئاسيات الفرنسية، نهاية الأسبوع المنصرم، عبر مقطع فيديو تم بثه عبر المنصات الرقمية الخاصة بالحزب في وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال نجيب أرزقي في خطاب ترشحه، إنه قرر خوض هذه التجربة الديمقراطية "نظرا للتصاعد المستمر للكراهية تجاه جزء من المواطنين الفرنسيين المسلمين"، وذلك للتصدي لبعض الحملات الانتخابية التي يقوم برنامجها على معاداة العرب والمسلمين، على غرار حملة المرشح الرئاسي إريك زمور التي تقوم على شعار "الانقسام والكراهية" وتقييد حرية الأقليات.
وأضاف أرزقي قائلا: "أنا هنا لوضع حد لتحريف الإسلام ومعالجة المشاكل الحقيقية للشعب بأكمله".
ويرى حزب الاتحاد الديمقراطي لمسلمي فرنسا أن "الحل الوحيد" هو ترشيح أزرقي "لإيصال صوت المظلومين والمسلمين الفرنسيين وجميع المواطنين المحبطين من هذا النظام السياسي".
من جهة أخرى، أشارت تقارير صحفية فرنسية إلى أن مسار نجيب أرزقي إلى الرئاسيات ما زال طويلا وتحفه العديد من العقبات، إذ يتعين على الشاب ذو الأصول المغربية الحصول على دعم 500 منتخب من 30 دائرة انتخابية مختلفة، وذلك لتأكيد وقبول ترشحه بشكل رسمي.
تجدر الإشارة إلى أن الانتخابات الرئاسية الفرنسية لعام 2022 هي انتخابات عامة لاختيار الرئيس الجديد الثاني عشر للجمهورية الفرنسية الخامسة. حيث ستقام الجولة الأولى من الانتخابات في 23 من أبريل 2022، وستقام جولة أخرى في 7 ماي 2022.