إنها حفلة تتعالى فيها أصوات أبواق السيارات ومشهد اختناقات مرورية رهيبة، حيث يزبد سائقو السيارات، الملتصق بعضها ببعض، على طريق الدار البيضاء السريع الذي يمتد على مسافة تزيد عن 20 كيلومترا. هذا الطريق السريع الحضري الطويل، الذي تم تشييده قبل 43 عاما، وهو يعبر العاصمة من الشرق إلى الغرب، ويرتبط بجميع أحياء العاصمة الاقتصادية، من عين حرودة إلى ليساسفة، وأصبح اليوم مسرحا لدراما يومية يعيشها سائقو السيارات في الدار البيضاء.
في ساعة الذروة، أصبحت حركة المرور، منذ بداية العام الدراسي، جحيما بالمعنى الحرفي للكلمة. في كل من المدينة وضواحيها، يكاد يكون من المستحيل بقطع المسافة المعتادة في فترة زمنية عادية.
ولكن على هذا الطريق السريع الحضري الطويل تبدو حالة المرور في المدينة أكثر تعقيدا، لأن الفوضى الحقيقية تسود هناك بشكل يومي.
هذه الوضعية تثير غضب العديد من أصحاب السيارات الذين يجدون أنفسهم محاصرين وسط الزحام. إذا كان البعض منهم يعرف كيف يتعامل مع هذه الوضعية بصبر ويستمع، مع النوافذ مغلقة، إلى الموسيقى أو محطة الراديو المفضلة لديه، يختار البعض الآخر التهدئة من خلال إطلاق أبواق سياراتهم بشكل هستيري، وبالتالي يحاولون بلا داع تحرير أنفسهم من هذا الاختناق المروري.
يناشد العديد من البيضاويين الغاضبين نبيلة الرميلي، المنتخبة حديثا كعمدة لمدينة الدار البيضاء، والمعينة حديثا كوزيرة الصحة في حكومة أخنوش الجديدة، بالتدخل السريع لإيجاد حل لهذه الوضعية.
ويؤكد هؤلاء البيضاويون على الصعوبات التي يمثلها تدبير مدينة الدار البيضاء. إلى غاية كتابة هذه السطور، لم تدل نبيلة الرميلي بعد بأي رأي في هذا الإشكالية العويصة. ربما لأنها لم تتولى هذا المنصب إلا حديثا...ولكن في انتظار معالجة هذه الإشكالية، تستمر معاناة سكان الدار البيضاء – ولكن ليس في صمت.
تصوير وتوضيب: سعيد بوشريط