فالزائر للمدينة العتيقة لفاس لا يكاد يتجول بين دروبها وأزقتها دون أن تلتقط أذناه كلمات من قبيل "بالك.. بالك"، "عندك.. عندك"، وهي إشارة للتنبيه المارة بقدوم دابة محملة بالأثقال ويطلب صاحبها من المارة الانتباه وفسح المجال للمرور.
ففي الماضي، كانت البغال والحمير تبيت في الاسطبلات المعروفة باسم "روى"، وهي عبارة عن مكان للإيواء الدواب والسوّاقة، لكن مع مرور الزمن تحولت هذه الأماكن إلى ورشات عمل للحرفيين ومحلات تجارية، حينها أصبحت البغال والحمير تبيت في العراء ومعرضة لمجموعة من المشاكل ومحرومة من العناية اللازمة، الأمر الذي دفع بعض الجهات إلى البحث عن حل لمشكل إيواء هذه الحيوانات.
ومن هنا، برزت فكرة إنشاء فندق خاص بهذه الحيوانات، فندق هو الأول من نوعه في المغرب، وذلك بهدف توفير مكان مناسب لهذه الحيوانات يستجيب لكل شروط الراحة والنظافة.
ولتقريب زوار ومتتبعي Le360 من هذا الفندق الأول من نوعه في المغرب، زار مراسلنا الموقع المذكور، وأعد ربورتاجا في الموضوع استقى من خلاله آراء بعض ممتهني نقل البضائع على الدواب، بالإضافة إلى رأي المهندسة المعمارية التي أشرفت على إنجازه المشروع.
وعبر عدد من متتهني نقل البضائع على الدواب، في تصريحات متفرقة لـLe360، عن سعادتهم بإنشاء هذا الفندق الخاص بالحمير والبغال، الذي يوفر لدوابهم كل شروط الراحة والنظافة من مربط ومشرب ومأكل، ويقيهم من كل الأخطار التي كانوا يعانون منها في الماضي.
وفي المقابل، قالت مريم غاندي، مهندسة معمارية وفنانة بمدينة فاس، في تصريح لـLe360، إن مشروع فندق الحمير والبغال الذي تمت إقامته بمنطقة واد زحون على مشارف المدينة العتيقة لفاس، يعتبر نقطة تلاقي ما بين السيارات المحملة بالبضائع وما بين أصحاب الدواب الذين يتولون مهام نقل هذه السلع في اتجاه أصحابها.