"تتميز الوضعية الوبائية الحالية المتعلقة بفيروس كورونا المستجد في المغرب بالانتشار السريع لمتحور دلتا مع ارتفاع مستوى انتقاله، مما يفسر الارتفاع المفاجئ في عدد الحالات المؤكدة لكوفيد-19 لدى السكان بشكل عام ولدى الأطفال على وجه الخصوص. لذلك لوحظ زيادة في الحالات المؤكدة بالنسبة لهذه الفئة من الأطفال مع غلبة الأشكال غير المصحوبة بأعراض والخفيفة"، بحسب ما ذكرته هذه الوثيقة الصادرة عن وزارة الصحة.
لهذا السبب، وفي إطار مهمتها لتنفيذ الخطة الوطنية للرصد والتصدي لفيروس كورونا المستجد، قامت وزارة الصحة بتحدين بروتوكولها الخاص برعاية المصابين بفيروس كوفيد-19.
وأشارت الوثيقة إلى أنه "بالنظر إلى المعطيات الجديدة ومن أجل إعطاء التوجيهات اللازمة لمهنيي الصحة في القطاعين العام والخاص للتكفل المبكر وذي جودة وملائم للأطفال، فإن مديرية السكان، بدعم من فريق عمل مكون من خبراء في صحة الأطفال التابعة للمراكز الاستشفائية الجامعية في القطاعين العام والخاص، عمدت إلى تحيين بروتوكول التكفل بحالات كوفيد-19 الخاص بالأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين شهر واحد في سن 18 عاما والمنشور في الدورية الوزارية رقم DP 35 الصادرة بتاريخ 4 ماي 2020".
يهم هذا التحيين تعريف الحالة المؤكدة لكوفيد-19 عند الأطفال، وتصنيف الحالات السريرية، ومؤشرات الفحوصات الإضافية وطرق العلاج. وبالتالي، فإن الحالة المؤكدة لكوفيد-19 "لدى طفل يتم التأكد منها عن طريق اختبار بي سي إر الجزيئي أو عن طريق اختبارات المستضدات السريعة لكوفيد-19"، كما توضح هذه الدورية الوزارية.
وفقا للبروتوكول الجديد للتكفل بالأطفال المصابين، فإن دخول المستشفى لن يكون بشكل منهجي، بل سيكون في الحالات الشديدة والمتوسطة. بالإضافة إلى ذلك، فإن تصوير الصدر بالأشعة أو التصوير المقطعي لن يتم أيضا بشكل منهجي.
أما بالنسبة لاستخدام الباراسيتامول، فهو يستعمل لعلاج الحمى أو الألم بسبب خصائص أمان أفضل من الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات. بالإضافة إلى ذلك، يشار إلى المضادات الحيوية في حالة الاشتباه بوجود عدوى بكتيرية أو تعفن الدم وفقا للبروتوكول المعتاد (أموكسيسيلين أو أموكسيسيلين وحمض الكلافولانيك).
بالنسبة للأطفال الذين يتناولون الكورتيكوستيرويدات، يمكن وصف علاج بالمضادات الحيوية إذا لزم الأمر. عندما يتعلق الأمر بالانتقال من الحالة السريرية إلى آخر حالة أكثر خطورة، فقد أصبح ذلك ممكنا ولا يمكن التنبؤ به، ويتطلب يقظة من الآباء ومهنيي الصحة.
أما بالنسبة للرضع دون سن 3 أشهر، فيجب إيلاؤهم اهتماما خاصا. وبالتالي، أمام أي علامة سريرية، حتى لو كانت توحي بالإصابة بكوفيد-19، من الضروري أولا البحث عن عدوى بكتيرية أساسية تشكل حالة علاجية طارئة حقيقية.
وفقا للوثيقة نفسها، تعد المتلازمة الالتهابية متعددة الأنظمة لدى الأطفال حالة التهابية جديدة عند الأطفال قد تكون مرتبطة أو تحدث نتيجة إصابة بكوفيد-19، مما يتطلب تكلفا متعدد التخصصات في مستشفى الأطفال.
يلاحظ أن هذا البروتوكول لا يغطي فترة حديثي الولادة، والأشكال المصاحبة بأعراض مرضية والتكفل بمتلازمة الالتهاب متعدد الأنظمة عند الأطفال والتي سيتم علاجها لاحقًا. ومن المحتمل أيضا أن تتم مراجعته وفقا لتطور الوضع الوبائي الوطني والمعرفة العلمية.