كان من الصعب إقناع راوية بالحديث مجددا عن قضيتها، فالطفة لا تزال ترتبك كلما حدثوها عن تلك الزيارة الوزارية المشؤومة، أما والدها عثمان عياش فقد بلغ به الأمر حد الاستسلام لما شاء الأقدار لكريمته.
يقول والد راوية في حديثه لـ Le360 أنه "لم يعد يحتمل أن تثار قضية ابنته سواء من باب الشفقة أو حتى التشجيع"، ويضيف بنبرة تعكس الخضوع التام "كل ما أريده الآن هو أن تعود ابنتي لحالتها الطبيعية، لقد قررت ألا أرسلها بعد اليوم إلى المدرسة، رغم تفوقها هذا العام في نيل شهادة الدروس الابتدائية".
الوفا من جديد
قرار والد راوية، وإن كان يبرر بحالة اليأس التي تنتابه، إنما يعكس الحالة التي وصلت إليها نفسيته، قبل أن يستطرد " أما ذلك الوزير (يقصد الوفا) فلن أسامح فعلته وليحاسبه الله، إن الله يمهل ولا يهمل، ولقد بلغني أنهم يريدون تنحيته من الوزارة...”.
في حي العزوزية بمراكش، حيث تقطن عائلة راوية، باتت قصتها متداولة على كل الألسن، حتى أن الجمعيات المحلية أخذت تتسابق لتبني قضيتها، غير أن المنظمة العالمية للتربية والتعليم التابعة للأمم المتحدة، استطاعت أن تعيد تسليط الأضواء على القضية، من خلال يوم دراسي، كرمت من خلاله الطفلة راوية، ووعدت بإدراج قضيتها خلال اللقاء المقبل للمنظمة في مقر الأمم المتحدة.
عن هذا الحدث، قال والد راوية "أشكر هؤلاء الأجانب الذين كرموا ابنتي، واستطاعوا التخفيف من آلامها النفسية، لقد قالوا لي أنهم سيتصلون بي لاحقا من أجل لقاء ثان بابنتي، لا أعلم عنه شيئا سوى أنهم سيكرمونها ويحفزونها على تجاوز هذه المرحلة، لكن مع كل هذا فلا حاجة لي بمدرسة تسلب ابنتي كرامتها".