وأضاف المتحدث، خلال لقاء حصري مع Le360، أن الوفيات في صفوف النساء الحوامل بسبب كورونا عرفت ارتفاعا ملحوظا في الآونة الأخيرة وذلك ناتج عن المضاعفات الخطيرة، التي تصاحب هذا الداء الفتاك خاصة كورونا المتحور "دلتا"، مؤكدا أن هذا الفيروس يزيد من مخاطر الإجهاض وكذا تسمم الحمل المعروف عند النساء بارتفاع الضغط الدموي المرفوق بانتفاخ أو وجود البروتين في بول المرأة الحامل.
وأورد الطبيب أن ارتفاع الضغط الدموي المنتشر بين النساء الحوامل يشكل خطورة كبيرة إذا ما رافقه مرض كوفيد-19، بحيث يمكن أن يؤدي إلى وفاة الجنين أو المرأة أو هما معا، مشددا على أن إصابة المرأة الحامل في الثلاثة أشهر الأولى بكورونا يؤثر أيضا على نمو الجنين وقد يتطور الأمر للوفاة داخل الرحم ويضع حياة الأم على المحك إذ يكون الأطباء أمام خيار القيام بعملية قيصرية لإنقاذ الأم بالدرجة الأولى والجنين من الدرجة الثانية.
ورغم ذلك يقول الطبيب الأخصائي في أمراض النساء والتوليد، أن نسبة وفيات النساء الحوامل في المغرب تراجعت بشكل ملحوظ بالمقارنة مع السنوات الماضية إذ كانت تسجل 72 حالة وفاة لكل 100 ألف ولادة بجنين حي، بفضل البرنامج الوطني، غير أن ذلك لا يمنع من القول بأن الوفيات لا تزال مرتفعة خصوصا في العالم القروي الذي يفتقد للمراكز الصحية ومحدودية الإمكانيات المتوفرة لبعض المرافق المتواجدة سواء من حيث التجهيزات أو الموارد البشرية.
ولتجاوز الإشكال الناتج عن فيروس كورونا لدى النساء الحوامل، يضيف المتحدث، لابد من الوقاية من خلال اتخاذ كافة التدابير الموصى بها من طرف وزارة الصحة من تعقيم وارتداء للكمامة والابتعاد قدر الإمكان من مواقع التجمهرات والفضاءات المغلقة وغيرها من الأماكن التي لا تشكل ضرورة ملحة للدخول إليها، إضافة إلى المراقبة الدائمة والكثيفة للحمل لدى الأطباء الاختصاصيين في أمراض النساء والتوليد لحماية الأم والطفل من مضاعفات الفيروس المحدقة.
ودعا مصاير النساء الراغبات في الحمل والحوامل إلى التفاعل الإيجابي مع مذكرة وزارة الصحة الرامية إلى تسريع تلقيح هذه الفئة لتفادي مخاطر الوفاة التي تتهدد المصابات بالفيروس، مؤكدا أنه لا يشكل أي خطر على حياة الأم وجنينها وذلك بعدما أكدت أبحاث مركز محاربة الأمراض المزمنة والمتنقلة بأطلنطا إضافة إلى أبحاث علمية أخرى عديدة وأيضا اللجنة الوطنية المختصة في تدبير التلقيح، سلامة اللقاح وعدم تأثيره بأي شكل من الأشكال على النساء الحوامل أو اللواتي يفكرن في الحمل أي ما قبل الحمل.
وخلص المتحدث إلى أنه يمكن للنساء الحوامل تلقي التطعيم دون أدنى خوف أو تردد وأن اللقاحين المستعملين حاليا بالمغرب أسترازينيكا وسينوفارم لا يشكلان أي تهديد لحياتهن بل طوق نجاة لهن في حالة الإصابة بالجائحة التي لا زالت تواصل حصد الأرواح في جميع بقاع العالم.