وقال الفاعل المدني بأكادير، توفيق سميدة، في تصريح لـLe360، إنه لأمر مؤسف ألا يحصل شاطئ المدينة للمرة الرابعة على التوالي على اللواء الأزرق الذي تمنحه مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة للشواطئ النظيفة والتي تتوفر فيها مجموعة من المعايير الدقيقة، خصوصا وأنه أداة للتسويق المجالي والسياحي والذي يمكن المنطقة من منافسة المدن السياحية الأخرى ويجعلها تجذب أكثر عددا كبيرا من الزوار المغاربة والأجانب.
من جانبها أوضحت خديجة السامي، المديرة الجهوية للبيئة لسوس-ماسة في تصريح لـLe360، أن التحاليل التي تقوم بها المديرية وفق المعايير المغربية NM37199 تتركز على المؤشرات الميكرو بيولوجية والنتائج تكون إما نوعية ممتازة أو جيدة أو مقبولة أو رديئة، مضيفة أن شاطئ أكادير يمتد على نحو 7 كيلومترا ويتوفر على ما مجموعه 23 محطة ما يصعب عليه الحصول على اللواء الأزرق.
وأكدت المتحدثة أن المعايير الجديدة تأخذ بعين الاعتبار نتائج الأربع سنوات الأخيرة ويلزم أن تكون نوعيتها ممتازة على طول المدة المذكورة للحصول على اللواء الأزرق، مشددة على أن نتائج المحطةS1 وS3 دائما ما تكون نتيجتهما سلبية لتواجدهما بالقرب من مارينا أكادير وميناء الصيد البحري الذي يعرف نشاطا صناعيا متنوعا ما يجعل أمر الفوز باللواء الأزرق مستبعدا في ظل الوضعية الحالية لمياه الشاطئ.
وأضافت السامي أن المديرية تفكر في تقسيم شاطئ أكادير إلى 3 أماكن كل على حدة لضمان توفر جميع المعايير المطلوبة لكسب رهان اللواء الأزرق كما هو الشأن بالنسبة للشواطئ التي حصلت عليه بجهة سوس-ماسة على رأسها شاطئ أكلو، مؤكدة على ضرورة تضافر جهود جميع المتدخلين لتحقيق الهدف المنشود.
بدوره أكد رشيد فاسح، رئيس جمعية بييزاج للبيئة، في تصريح لمراسل Le360، أن الموضوع أصبح محط اهتمام الساكنة والفاعلين في ميدان البيئة خلال كل موسم صيف، مشيرا إلى أن معايير جودة المياه تبقى دقيقة جدا وليس فيها تساهل إضافة إلى التنشيط الصيفي بالشاطئ والمجال البيئي، جودة الرمال والتوفر على الممر الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة ومرافق صحية في المستوى، منبها إلى تأثير انبعاثات المصانع وميناء الصيد والأودية ومياه الصرف الصحي التي تصب بالشاطئ على جودة المياه.
واستنكر بعض الزوار الذين صادفهم مراسل Le360 بالشاطئ عدم تغيير جماعة أكادير للوحات التوضيحية المتواجدة بكورنيش المدينة والتي يعود تاريخها لسنة 2019، معربين عن استغرابهم لهذا الأمر خصوصا وأن الجهات التي تمنح اللواء الأزرق تأخذ بعين الاعتبار أيضا تجديد هذه اللوحات وتحيين المعلومات التي تتضمنها بخصوص الشاطئ وجودة مياهه وغيرها من المعطيات الدقيقة التي تطلع عليها اللجنة وتقرب المعلومة للزوار كذلك.
وعلى نفس المنوال أعرب مهنيو القطاع السياحي عن قلقهم على استمرار أكادير بدون هذه الشارة التي يمكنها الدفع بالقطاع إلى الأمام والنهوض بأوضاع المشتغلين فيه وتشجيع السياحة الداخلية والخارجية، فضلا عن السمعة الذي يضفيها اللواء الأزرق على المدينة لدى الزوار سواء كانوا مغاربة أو أجانب، داعين المجلس الجماعي وباقي الجهات المعنية إلى التفكير جديا في وضع خطة محكمة للحصول عليه خلال السنوات المقبلة.
بالمقابل بالمقابل أوضح محمد باكيري، النائب الأول لرئيس جماعة أكادير في تصريح لـLe360، أن الشاطئ لم يحصل على شارة اللواء الأزرق لأن جماعة أكادير لم تترشح أصلا للحصول عليه كما السنتين الماضيتين، وهذا راجع لقرار اتخذته الجماعة بعد أن تم إنجاز "الملف البيئي" للشاطئ سنة 2018 من طرف وزارة البيئة والذي خلص إلى وجود عدة مصادر محتملة للتلوث ممكن أن تؤثر على الشاطئ، منها على سبيل المثال لا الحصر حمولات الأودية من مياه الأمطار والمقذوفات، إذ وصل ما قذفه واد سوس هذه السنة من نفايات خلال التساقطات الأخيرة 1600 طن.
إضافة، يقول باكيري، إلى ما تقذفه مجموعة من المصانع بمنطقة أنزا بصفة مباشرة في البحر من مواد سائلة تحملها التيارات المائية لشاطئ المدينة، والتلوث المصاحب لمجموعة من الأنشطة بالمركب المينائي لأكادير وغيرها من المصادر المحتملة للتلوث والتي عددها التقرير الرسمي المذكور، وبالتالي تقرر أن يتم الاشتغال مع كافة الفرقاء لمعالجة هذه المصادر أولا وبعدها يتم الترشح لهذه الجائزة البيئية وهو ما يتم فعلا على أرض الواقع خاصة ما يتعلق بربط جل الوحدات الصناعية بأنزا بشبكة الصرف الصحي.
