وقال عبد الله بضاج، الكاتب العام لجمعية "الخيمة" بتدارت أنزا العليا، في تصريح لـLe360، إن إشكالية المطرح بدأت بعدما توصلت الساكنة والفاعلين المحليين بخبر قيام سلطات أكادير بإنجاز دراسة لثلاثة أماكن لتحتضن إحداها نفايات البناء قبل أن تستقر على تدارت ما أثار غضب الساكنة ودفعها لإصدار بيانات تنديدية ومطالب بالتراجع عن هذا القرار، مؤكدا أن المكان الذي وقع عليه الاختيار لا يبعد سوى بأقل من كيلومتر عن حي تدارت الذي يعج بالسكان.
وأضاف المتحدث أن شروع الجهات المختصة بإعداد المطرح فعليا على أرض الميدان هو ضرب في القوانين الوطنية والدولية التي تدعو إلى حماية البيئة واحترام حقوق الإنسان، مشيرا إلى أن القرار لم يحترم المعايير المطلوبة وكذلك الأمر بالنسبة لدفتر التحملات الغامض مما يضع حياة الساكنة أمام المحك ويهدد سلامتها الجسدية، "ومن الطبيعي أن يغادر عدد من السكان المنطقة في اتجاه أحياء أخرى هربا من ويلات وانعكاسات هذا المطرح المرفوض" يقول بضاج.
وأعرب الفاعل الجمعوي عن رفضه المطلق لإنشاء أي مطرح كيفما كان نوعه مستنكرا ما سماه "سياسة التجاهل والوعود الزائفة التي ينتهجها المسؤولون عن تدبير الشأن المحلي بل والضعف المهول في حل المشاكل البيئية التي تعاني منها الساكنة"، مسجلا غياب أي استراتيجية للحد من هذه المخاطر المحدقة بالساكنة، مطالبا الجهات المعنية بـ"إشراك هيئات المجتمع المدني في اقتراح حلول عملية لجبر الضرر البيئي وبتدخل عاجل للوزارة الوصية على القطاع لضمان حق الساكنة في العيش في بيئة سليمة"، مشددا على أن "وتيرة الغضب تتسع وعزم المتضررين القيام بخطوات تصعيدية مستقبلا".
بالمقابل حاول مراسل Le360 الاتصال برئيس الجماعة، صالح المالوكي، المنتمي لحزب العدالة والتنمية وبنائبه الأول وبمسؤولين آخرين بجماعة أكادير، لمعرفة موقفهم من المطرح ومن مطالب السكان إلا أن هواتفهم ظلت ترن من دون إجابة، في وقت كان مراسلنا قد حصل على الموافقة المبدئية لمقرب من رئيس الجماعة لكن سرعان ما تراجع عن الإدلاء بأي تصريح.
واطلع مراسل Le360 على شريط مصور يعود لرئيس جماعة أكادير يظهر هذا الأخير في زيارة للمطرح مصرحا فيه أن بعض أعضاء المجلس حلوا بالمطرح للوقوف على تقدم الأشغال به والحرص على المصلحة العامة للسكان وكذا تطبيق البرامج التنموية المبرمجة في هذا الإطار على مستوى النفوذ الترابي للجماعة.
تصريح كان كافيا ليُهاجَم من طرف فاعلين في الشأن المحلي بالمدينة معربين عن رفضهم لما جاء فيه معتبرين "إنشاء مطرح للنفايات الهامدة بتدارت بمثابة رصاصة رحمة في مستقبل حي يضم كثافة سكانية كبيرة".