وقال كبور في تصريح لـle360 إن ممارسته لمهنة "النفّار" أو "الطبال" أو "الغياط" وغيرها من الأسماء المتعارف عليها بالمغرب و"المسحراتي" بباقي الدول العربية، جاءت بعد أن كانت هوايته المفضلة وهو في عز طفولته قبل أن يتولى المهمة سنة 1985 بحيي الداخلة والقدس بأكادير، وهو يتمتع بكامل صحته التي خانته فيما بعد نتيجة حادثة سير مروعة أدت إلى إصابته بإعاقة جسدية لم تمنعه من مواصلة المسير.
وأضاف المتحدث، الذي يتحدر من قبيلة الركيبات بالصحراء المغربية، أنه يقوم بالعملية عن قناعة وحب ورغبة في الإبقاء على هذه العادة التي بدأت بالاندثار بالمغرب نتيجة التطورات التي يعرفها المجتمع وبروز وسائل اتصال حديثة، مؤكدا أن الساكنة لا تزال تتفاعل بايجابية مع "النفار" كواحد من أهم ركائز شهر رمضان الذي تمارس فيه طقوس كثيرة وهو ما يجعلها بين الفينة والأخرى تقدم له مبالغ مالية نظير ما يقوم به.
وتابع كبور قائلا: "شباب مدينة أكادير لا يزال يحافظ على هذه التقاليد العريقة بدليل أن عددا منهم يمارس هذه المهنة لحدود الساعة ولم تمنعه الوسائل الحديثة وغيرها من الاستسلام للتطور التكنولوجي الذي يشهده العالم بأسره، كما أن هذه العادة تختلف ما بين "النفار" وهو الذي يحمل مزمارا طويلا يتجاوز طوله متر، و"الطبال" الذي يقرع الطبل لإيقاظ النائمين، و"الغياط" وهو الذي يستخدم مزمارا صغير الحجم".
وشدد "المسحراتي" على أن الحديث عن انقراض هذه العادة سابق لأوانه خصوصا بالأحياء الشعبية والمدن العتيقة والتي يحرص سكانها على الحفاظ عليها لكونها تقليدا متوارثا عن الأجداد يصعب استئصاله أو اندثاره بشكل كلي، مشيرا إلى أن الساكنة تتفهم الأصوات التي تصدر عن المزمار أثناء قيام "النفار" بذلك وأحيانا قد تكون هنالك مضايقات من طرف البعض لكنها سرعان ما تذوب مع أول حديث بين الجانبين.
وعن ظروف اشتغاله في عز زمن الكورونا والحجر الصحي المفروض من طرف السلطات العمومية خلال شهر رمضان، أوضح كبور أن الجهات المختصة لم تمنعه بحيث سمحت له بأداء عمله في التوقيت المعتاد وبنفس الطريقة، متحدثا عن الفرق الواضح بين رمضان في السنوات الماضية ورمضان سنة 2020 و2021 اللتين تصادفتا مع انتشار فيروس كورونا وتطبيق معظم دول العالم للإغلاق الشامل لحماية شعوبها من العدوى.
وعبَّر "النفار" عن سعادته وهو يمارس هذه المهنة وعن أمله في أن تبقى مستمرة لدى الأجيال اللاحقة لرمزيتها التاريخية والثقافية والدينية، في وقت تعتبر فيه هذه المهنة، الوحيدة التي يعمل صاحبها بالمغرب شهرا واحدا في السنة.