مشروع قانون الاستخدام القانوني للقنب الهندي مازال مثار نقاش. بين السياسيين والمتخصصين وغيرهم، لكل شخص رأيه. لكن نادرا ما نستمع إلى آراء الأشخاص المعنيين بالأمر، وهم عشرات الآلاف من العائلات التي تعيش من زراعة القنب الهندي.
يبلغ عبد السلام ر. من العمر 70 سنة. كان يزرع القنب الهندي منذ عقود في منطقة تارغيست ويزرع حوالي 20 هكتارا، والتي يزرع فيها أيضا القمح والشعير والتين والتين الشوكي واللوز.
لكن مساحة الـ 20 هكتارا متفرقة بين عدة قطع ومحاصيل أخرى، باستثناء محصول القنب الهندي، لا تجلب شيئا تقريبا. "نحن نعيش في منطقة يصعب الوصول إليها وكنت أرغب في الاستفادة من المحاصيل الأخرى. إلا أنه ليس لدي خيار. على سبيل المثال، من المستحيل بالنسبة لي بيع التين الشوكي ولا يمكنني بيع اللوز في أسواق المنطقة"، يشرح هذا الأب لخمسة أطفال.
تتم زراعة القنب الهندي أحيانا مع زراعات بورية أخرى في نفس الوقت. يبدأ الزرع في شهر نونبر بينما يتم الحصاد في شهر غشت. بالنسبة للمساحات المسقية، يتم الزرع فقط في يوليوز أو غشت.
زراعة القنب مكلفة لكن...
وخلافا للاعتقاد الشائع، فإن زراعة القنب الهندي باهظة الثمن. بل هي مكلفة للغاية. وهكذا يتعين على عبد السلام أن ينفق ما بين 10000 و 12500 درهم على تكاليف الكهرباء كل عام. ويقول: "لكن كان علي حفر بئرين بعمق 300 و 200 متر بـ150 ألف درهم". لسحب المياه، عليه استخدام ست مضخات، وأحيانا، في أوقات الجفاف، يجد نفسه مضطرا إلى عدم استخدام 5 إلى 6 هكتارات.
لكل هكتار مسقي، يحتاج المزارع من 4 إلى 5 لفات من الأنابيب كل عام (600 إلى 800 درهم للوحدة). يؤكد عبد السلام: "أحتاج أيضا إلى 2.5 طن من الأسمدة كل عام (700 درهم لكل قنطار)، 40 حمولة من الروث (بين 2000 و 3500 درهم للحمولة حسب الموسم".
"النظام البيئي" للقنب الهندي
في المنطقة، تقليديا يتم منح مناصب الشغل أولا إلى "الساكنة المحلية". عبد السلام لا يحيد عن من القاعدة: فهو يشغل ثلاثة أشخاص براتب يومي يقدر بـ120 درهم، ويوفر لهم، زيادة على ذلك، المأكل وحتى المسكن.
ولاستخراج الراتنج من النبتة المحصودة يتقاضى العامل 300 درهم في اليوم. وبهذا السعر، يشتغل على قطعة قماش بيضاء (500 درهم للقطعة الواحدة) تحتوي على عشبة القنب وتغطي ما يسمى "الطبسيلة"، أي إناء معدني كبير (1500 درهم للوحدة). يقول عبد السلام: "أنا أكتفي بثلاثة عمال، لأنه يجب عليك مراقبة كل شيء وتجنب سرقة الراتنج".
باكستانة وخردالا والماريخوانا
وبحسب هذا المزراع، فإن قنطارا من نبتة القنب الهندي ينتج ما بين 1 و 2.5 كلغ من الراتينج، بحسب الجودة. علاوة على ذلك، فإن هذه الحصة هي التي يطلب من كل عامل إنتاجها يوميا.
وفضلا عن القنب المزروع في هذه المنطقة، تم إدخال أنواع أخرى من القنب إلى المنطقة مثل "باكستانة" و "الماريخوانا" و "الخردلا". يوضح هذه المزارع: "البذور الخاصة بالقنب المحلي متوفرة مجانا، لكن البذور الأخرى تكلف ما بين 30.000 و 40.000 لكل قنطار". ويتراوح سعر القنب ما بين 100 و 120 درهما للكيلوغرام الواحد، بينما تبلغ قيمة الراتينج 2.50 إلى 5 دراهم بالنسبة لـ"الأولى"، أي الراتنج الذي يتم الحصول عليه بعد 6 دقائق من العمل. أما النوع الذي تم استخراجه لاحقا، فهو أقل جودة، ويكلف ما بين 1.50 و 2.50 درهما.
بعبارة أخرى، لا يكسب مزارع القنب الهندي سوى الفتات، حيث يذهب معظم الأرباح إلى جيب المهربين. ويوضح عبد السلام قائلا: "بعض البزناسة بأتون حتى هنا من أجل التحقق من جودة النبتة قبل الحصاد". ووفقا لممارسات المنطقة، إذا كان "المشتري" يفضل القيام بعملية تحويل القنب في منزل المزارع، فإن الأخير ملزم بتوفير مسكن لزبونه وعماله.
المخاوف اليومية
يتهرب عبد السلام عند الحديث عن المداخيل التي يجلبها له القنب، لكنه يقول إنه ليس ثريا. "هذه الزراعة تسمح لي بضمان ضروريات الحياة، لا أقل ولا أكثر"، كما يؤكد، قبل الكشف عن المخاوف التي يعيشها يوميا.
وحكى لنا قائلا: "أتجنب الذهاب إلى الأسواق خوفا من الاعتقال، وكان من الصعب جدا بيع البضائع أثناء الحجر الصحي". أمضى 4 أشهر في السجن بسبب الحشيش، كما دفع غرامات باهظة.
لكن انتهى به المطاف إلى إيجاد حل لمشكلته. وفي هذا الصدد يؤكد عبد السلام قائلا: "من وقت لآخر، أعطي أرضي لشخص ثالث ليقوم بزراعتها ونتقاسم الأرباح. إلا أن جميع التكاليف تظل مسؤوليتي باستثناء اليد العاملة"، قبل أن يختم بأن مشروع القانون الذي هو قيد النقاش في البرلمان من أجل المصادقة عليه له ميزة أساسية وهي أنه سيضع حدا للوضعية التي كان يعيشونها والتي يصفها بأنها "الحرية المؤقتة الدائمة".