وقال توفيق ضراوي، نائب رئيس جمعية "يمكنك إنقاذي" (You Can Save Me) في تصريح لـLe360، إن الفكرة جاءت مباشرة بعد إعلان السلطات العمومية عن فرض حالة الطوارئ الصحية بسبب فيروس كورونا المستجد والتي أجبرت أرباب المقاهي والمطاعم على إغلاق أبواب محلاتهم حتى إشعار آخر، مضيفا أن المبادرة شملت في مرحلتها الأولى إطعام القطط المتواجدة بالحي الذي يقطن به هو وأحد أصدقائه.
وأكد المتحدث أن هذه المبادرة الإنسانية لقيت استحسانا كبيرا لدى الساكنة المحلية، جعلته يفكر في تطويرها بمعية صديقه وهو ما تم بعد تأسيس الجمعية كإطار قانوني لحماية المتطوعين وإضفاء الصبغة القانونية على هذا العمل، مشيرا إلى أن الجمعية اليوم استطاعت توفير ملجأ مخصص لإيواء القطط بفضل تجاوب أحد المحسنين مع ندائها حيث تقدم جميع الخدمات الممكنة لهذه الحيوانات الأليفة التي غالبا ما تعاني في الشارع وتتعرض للضرب والقتل سواء من طرف الكلاب الضالة أو بعض المارة.
فاطمة الزهراء مزوك، الكاتبة العامة للجمعية، أوضحت في تصريح لمراسل Le360، أن أعضاء الهيئة يتناوبون على الملجأ للعناية بالقطط البالغ عددها 66 قط، من ضمنهم 44 أنثى و22 ذكر ومن بينهم أيضا حالات تعاني من أمراض مختلفة، موردة أن التعامل مع هذه الحالات يكون بتحديد خطورة المرض وأخذ استشارة لدى الطبيب المختص وفي حالة كانت بحاجة إلى عملية جراحية مستعجلة يتم ذلك بمقابل مالي محدد سلفا.
وأشارت المتحدثة إلى أن الحالات المرضية المتواجدة حاليا بالملجأ معظمها تماثل للشفاء باستثناء بعض الحالات التي لا تزال تعاني من مضاعفات حوادث سير وحالة وحيدة مصابة بداء السرطان الذي يستحيل معه أي علاج.
وعن أهداف المبادرة التي تعد الأولى من نوعها على صعيد جهة سوس-ماسة، أكد أيوب آيت توتة، الطالب الجامعي، أن الجمعية تسعى إلى توعية الساكنة بضرورة وأهمية حسن معاملة القطط والأكل الذي يجب أن يقدم لها فضلا عن عقد شراكات مع المدارس العمومية والخاصة التي يمكنها المساهمة بثمن رمزي الذي سيساعد في في توفير بعض الحاجيات اليومية للملجأ دون إغفال الجانب الإنساني الآخر من خلال استقبال نزلاء دار المسنين ومراكز الطفولة وغيرها.
وأضاف آيت توتة أن الجمعية تسعى أيضا إلى بلورة فكرة تبني القطط عن بعد من طرف الأسر الراغبة في ذلك من خلالها توفير جميع المصاريف المرتبطة بالقط الذي وقع الاختيار عليه والجمعية تلتزم بالعناية المتواصلة، مشددا على أهمية خلق شراكات أخرى مع جمعيات المجتمع المدني ذات الاهتمام المشترك سواء داخل أرض الوطن أو خارجه والتي ستساعد في تطوير قدرات المتطوعين وضمان دعم مادي للجمعية للاستمرار في تقديم خدماتها.