واستهلت اليومية ملفها ببعض القصص التي رواها بعض الفقهاء حول قصص العشق بين الجن والإنس، إذ ذكر أحد الشيوخ الدعاة المشتغلين في مجال "الرقية الشرعية"، أنه استقبل عددا كبيرا من الحالات التي ادعى فيها الناس من الجنسين بأنهم متزوجين بالجن، بسبب بعض الأعراض الغريبة التي تنتابهم في النوم واليقظة، ومعظم هؤلاء، حسب الشيخ، أصيبوا بسحر تبعه "مس شيطاني" لفترة طويلة، وهذا ما جعل الجني في كثير من الأحيان يتعلق بالشخص الذي يسكنه، ليتحول الأمر إلى عشق لا حدود له لدرجة يرفض فيها الجني مفارقة الشخص الذي يسكنه.
وتضيف اليومية بأن الشيخ قال إنه تحدث في العديد من المرات مع هذا الجني، فأكد له ارتباطه وعشقه الكبير للفتاة التي "يسكنها"، مما يتسبب لها في مشاكل نفسية واجتماعية حادة لا حصر لها، حيث تمتنع المرأة المصابة بـ"عشق الجني" عن معاشرة زوجها، وتميل إلى النوم والعزلة والفتور والخمول، كما يخيل لها في المنام أنها تجامع رجالا لا تعرفهم.
وحسب اليومية دائما، فقد صرح أحد الدعاة الذي تجاوزت خبرته في الرقية الشرعية 20 سنة، بأنه وقف على عدة حالات لرجال ونساء سقطوا ضحايا عشق الجن، وهذا ما تسبب في إصابة الضحايا بأعراض نفسية وعضوية خطيرة، كما كشف الشيخ بأن الإحساس بلذة الجنس يمكن أن ينتقل بين الجن والإنس.
وتروي اليومية عددا من القصص التي تحدث أصحابها عن علاقات جنسية جمعتهم بالجن، ومنها قصة امرأة طلبت الطلاق من زوجها بسبب عشقها لجني يدعى "شمهروش"، مما دفعها إلى الهروب من بيت الزوجية والاختفاء عن الأنظار، لتتهمه الشرطة بقتلها وإخفاء جثتها، إلى أن جاءه الفرج من طرف أهل الزوجة الذين أكدوا لرجال الشرطة بأن ابنتهم ظهرت فجأة في حالة نفسية مريبة، وأنهم يسعون جاهدين لعلاجها من المس.
عندما تعشش الخرافات في العقول
كثير من المغاربة في بداية الألفية الثالثة، وفي زمن لا يعلو فيه صوت على صوت العلم، ما زالوا يعلقون مشاكلهم النفسية على مشجب "الجن". وفي الوقت الذي تطور فيه علم النفس والعلاج النفسي في العالم والمغرب ما زال هؤلاء يلجؤون إلى "علاج" الدجالين والمشعوذين الذين يتاجرون في "جهل" هذه الفئات الاجتماعية التي لم تنل حظها من التعليم عموما.
مادام فقهاء شعوذة و"الطب البديل" يعرضون بضاعتهم في السر والعلن، بل خصصت لبعضهم برامج أو قنوات تلفزية وبرامج إذاعية، فإن هذه الظواهر ستعصي على الانقراض.