كورنيش عين الذئاب.. غاب الصخب وحضر الهدوء
على غير العادة، بدا الشريط الساحلي لمدينة الدار البيضاء هادئا في آخر ليلة من سنة 2020، شوارع مقفرة بلا مارة ولا زائرين ولا حتى محتفلين برأس السنة. شارع «الكورنيش» الذي عادة ما كان يعج في مثل هذه الليلة بالزائرين للاحتفال برأس السنة بالمقاهي والشوارع المشهورة به، أمسى ليلة أمس موحشا خال من الزوار في مشهد نادر.
في الشوارع الخالية، انتصبت الحواجز الحديدية الأمنية متمركزة بالمكان الذي خيم عليه سكون وصمت لم تعتدهما شوارع العاصمة الاقتصادية. صمت الشوارع لا يكسره سوى زمهرير اشتد في هذه الليلة، إذ نزلت دراجات الحرارة إلى 7 درجات لتنبىء بليلة طويلة وباردة غابت عنها مظاهر الاحتفال بليلة رأس السنة بالنظر للقيود المفروضة على تنقل الأفراد بسبب فيروس كورونا.
المطاعم والمقاهي.. احتفال مؤجل
على طول الشريط الساحلي مرورا بـ«موروكومول»، ينتشر الصمت في الأرجاء وسط الشوارع الخالية المضيئة. استسلم «كورنيش عين الذئاب» لسلطة السكون في مشهد لم تعهده المدينة. لا مقاهٍ ولا مطاعم تضيئ واجهاتها كالعادة إغراء للمارة والزائرين. أطفأت المحلات والمطاعم أنوارها وأهملت تزيين واجهاتها استسلاما لجبروت فيروس غير قواعد الاحتفال والفرح. بدت أبواب المطاعم والمقاهي مهجورة كئيبة مظلمة وكأنها في حداد مع وقف التنفيذ.
عين الملاحظ وأذنه لا تخطئان رتابة المشهد وجموده بعدما كان الاحتفال يبدأ من هنا وينتهي هنا بكورنيش عين الذئاب، قبلة المحتفلين الذين كانوا يحجون إليه لاستقبال سنتهم الجديدة.
في أشهر شوارع الدار البيضاء، انصاعت مقاهي ومطاعم العاصمة الاقتصادية للقرار الحكومي بالإغلاق عند الساعة الثامنة ليلا احتراما للتدابير المعمول بها في مواجهة فيروس كورونا.
أغلب مهنيي المقاهي والمطاعم بمدينة الدار البيضاء، كانوا يأملون تحسن وضعهم المالي، غير أن القرار الحكومي الأخير بإغلاق المطاعم والمقاهي في وجه الزبناء لمدة ثلاثة أسابيع والإبقاء فقط على خدمة الأخذ والتوصيل حطم وبدد جميع آمالهم باستئناف النشاط بشكل عاد والاستفادة من موعد احتفالات رأس السنة لتحسين رقم معاملاهم بما يسمح لهم باستعادة عافيتهم المالية والخروج من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي خلفها فيروس كورونا.
محمد الفن، نائب رئيس الكونفدرالية المغربية لمهن المطعمة، قال في تصريح لـLe360، إن عدد من المطاعم والمقاهي كانت تعد العدة لاحتفالات رأس السنة وفق البروتوكول الصحي الذي أقرته الوزارات المعنية سابقا عقب استئناف نشاط المقاهي والمطاعم، «إلا أننا فوجئنا بالقرار الحكومي الذي أربك حسابات المهنيين، الذين أغلبهم صرف مبالغ مالية في استعدادات لاستقبال الزبائن في رأس السنة».
رجال الحموشي لم يخلفوا الموعد
مباشرة بعد دخول حظر التنقل الليلي حيز التنفيذ في الساعة التاسعة ليلا، أغلقت أهم شوارع العاصمة الاقتصادية، خصوصا المؤدية إلى كورنيش عين الذئاب وبعض الأحياء ووضعت حواجز أمنية يرابط قربها رجال الأمن الذين ضاعفوا من صرامتهم في مراقبة السيارات.
ما إن أرخى الليل سدوله، حتى رفعت السدود القضائية والإدارية وتيرة عمليات مراقبة السيارات والعربات والتحقق من وثائق المركبات والتنقل.
انتشرت مختلف التشكيلات الأمنية في أهم شوارع المدينة ومواقعها السياحية لتأمين هذه الليلة ومواجهة أي تهديد في هذه الليلة الاستثنائية. ما يفوق 3000 رجل أمن سهر على تأمين ليلة رأس السنة من مختلف التشكيلات الأمنية، وذلك بحسب مصدر أمني.