الأسرة المعنية بهذه الواقعة خرجت في تصريحات صحفية تقول إن الأم لم تكن تعذب طفلتها وإنما كانت تؤدبها، بسبب إصرارها على تناول المخاط على الرغم من تحذيرها المستمر من طرف والدتها. ودافع أفراد الأسرة عن الأم، بمن فيهم الفتاة المعنفة، معتبرين ما قامت به "سلوكا عاديا يسري في جميع البيوت".
سلوك شاذ
بالنسبة للدكتور عبد الجبار شكري، المعالج النفسي والأستاذ الباحث في علم النفس والاجتماع، فإن سلوك هذه الأم يعد "شاذا".
وأكد شكري أنه لا وجود لتربية بدون عقاب، ولكن يجب على أولياء الأمور تحديد الطريقة الصحية للعقاب بعيدا عن العنف الجسدي الذي قد يتسبب في إعاقة جسدية وعقد نفسية للطفل.
وأضاف: " يجب اختيار العقاب المناسب للحدث ولخطورته، وذلك بعد تجريب مجموعة من وسائل العقاب، ولكن يظل العنف الجسدي ممنوعا وغير مقبول".
وبالحديث عن سلوك الأم التي ظهرت في الفيديو وهي تعنف ابنتها بطريقة وحشية، فيقول الدكتور عبد الجبار: "سلوك هذه الأم شاذ ومرضي ولا شك أنها كانت في فترة الطفولة ضحية للعنف، وهذا العنف تكون له تأثيرات سلبية على سلوك الشخص في المستقبل، إذ يتسبب له في نوع من الهلع ونجاعة في الوسيلة".
واعتبر نفس المتحدث أن تصرف الأمر عندما كانت ابنتها تتوسل إليها حتى لا تقوم بكيها في أنها، يدخل في إطار التبلد العاطفي، لأن مشاعر تلك الأم لم تتحرك واستمرت في تعذيب ابنتها بالرغم من توسلها وبكائها.
ووجه هذا الخبير نصيحة للآباء باللجوء إلى معالج أو طبيب نفسي، حينما يلاحظون أن الطفل لديه سلوك شاذ بالرغم من معاقبته وتوبيخه، وذلك حتى لا يستعملوا العنف كطريقة من أجل معاقبته أو تربيته.
إعداد: غنية دجبار - تصوير وتوضيب: السعيد بوشريط
الطريقة الصحيحة لتأديب
الفيديو العنيف دفع مواطنين إلى طرح تساؤلات حول السبب الذي يدفع أما إلى تعنيف ابنتها بتلك الطريقة؟ وما هو تأثير هذا العنف على نفسية الطفلة سواء حاليا أم في المستقبل.
في هذا الحوار تجيب الدكتورة إيمان أولخير، أخصائية في الطب النفسي عن هذه التساؤلات، وتوضح الطريقة الصحيحة لتأديب الطفل دون تعنيفه.
إعداد: فاطمة الزهراء العوني - تصوير وتوضيب: عادل كدروز
عقوبة تعنيف الأطفال
من الناحية القانونية، يستعرض يوسف غريب، المحامي بهيئة الدار البيضاء، الترسانة القانونية التي تعاقب معنفي الأطفال حتى ولو كانوا آباء، مؤكدا أن تنازل أحد الأطراف لا يمكن أن يحول دون معاقبة المعتدي لأن النيابة العامة ستتولى متابعته.
إعداد: فاطمة الزهراء العوني - تصوير وتوضيب: خديحة صبار