يعد اللقاح أحد العلاجات ضد كوفيد-19. أين وصلت الأمور في المغرب بخصوص هذا الموضوع؟
كان لهذا الوباء عواقب وخيمة على صحة المغاربة. حتى الآن، لا يوجد علاج فعال مثبت علميا. الوباء لا يزال قائما. إذن ماذا تبقى لنا للسيطرة عليه؟ في حالة عدم وجود علاج ناجع، يمكننا اللجوء إلى الإجراءات الاحترازية وأشدد كثيرا على ضرورة غسل اليدين حتى مائة مرة في اليوم بالإضافة إلى التباعد الجسدي.
بمجرد تحديد جينوم هذا الفيروس، بدأ الباحثون في جميع أنحاء العالم في تطوير لقاحات (140 لقاحا قيد التطوير)، من بينها 11 لقاحا مرت إلى المرحلة 3، وهي مرحلة متقدمة. من بين هذه اللقاحات الأحد عشر، هناك بعض اللقاحات التي أظهرت فعاليتها كما هو الحال بالنسبة للقاح الذي طورته شركة فايزر وأكدت أن فعاليته تصل إلى 95 في المائة.
ما هي اللقاحات التي تم اختبارها في المغرب؟
اختار المغرب لقاحين حتى الآن. يوجد لقاح صيني، وهو لقاح آمن. إنه لقاح يتم تطويره انطلاقا من فيروس خامل ويتم حقن المواطنين غير المرضى به لحمايتهم. نأمل أن تكون المناعة طويلة الأمد وأن توقف انتشار المرض بين السكان. تجدر الإشارة إلى أن الإنسانية قضت على العديد من الأمراض بما في ذلك شلل الأطفال. يبقى اللقاح هو الأمل للقضاء على الوباء.
ما هو اللقاح الذي سيعتمده المغرب، هل هو اللقاح الذي طورته سينوفارم؟
نعم بالضبط. خصوصية هذا اللقاح الصيني هو أنه في مرحلة متقدمة وسيكون متاحا في المغرب حوالي منتصف شهر دجنبر المقبل. لقد أعلنا عن اقتناء 10 ملايين جرعة مع العلم أننا سنقوم بإعطاء جرعتين لكل شخص ومن المحتمل أن يكون هناك إنتاج محلي بشراكة مع الصين وسيخصص للمغرب والدول الإفريقية.
لا ينبغي الخلط بين هذا اللقاح الذي طورته شركة سينوفارم (Sinopharm) مع اللقاح الصيني الآخر الذي طورته شركة سينوفاك (Sinovac). سينوفارم هو أول لقاح يتم إعطاؤه للمغاربة، والمغرب من أوائل الدول التي حصلت على هذا اللقاح وستتم عملية التلقيح كما أعلنت عن ذلك السلطات الحكومية ابتداء من شهر دجنبر.
لماذا الأطفال غير معنيين بحملة التقليح؟
في البداية، الأطفال غير معنيين بهذه الحملة لسببين اثنين. الأول هو أنه لا يمكن إجراء تجارب اللقاح على الأطفال والثاني هو أنه لا يصاب الأطفال بحالات خطيرة جراء عدوى كوفيد-19.
ما هي الأعراض الجانبية لهذا اللقاح الذي سيلقح به المغرب؟
هناك أعراض جانبية طفيفة. هذه هي نفسها الموجودة في لقاحات أخرى ضد الحصبة أو الخناق: ألم بسيط في مكان الحقنة والتهاب واحمرار وحمى تزول في اليوم أو اليومين التاليين. وبين الحقنة الأولى والثانية 21 يوما وطوال هذه الفترة، سيتم مراقبة المرضى وتتبعهم لمدة 6 أشهر على الأقل وسوف نراقب الأعراض التي ستظهر عليهم بعد التلقيح.
ما رأيك في ما يقال حول أن التلقيح سيكون إلزاميا ضد كوفيد -19؟
يجب أن يحترم التلقيح عددا من القواعد المتعارف عليها دوليا. من بين هذه القواعد، نجد مفهوم الموافقة المستنيرة. وهذا يعني أنه إذا اقترحت عليك هذا اللقاح، فيجب أن توافق عليه. ولكن لكي توافق، يجب أن أشرح لك طبيعة هذا اللقاح، ولماذا سيتم استخدامه، وما هي الأعراض الجانبية التي يمكن أن تحدث. وسأقوم بتنويرك حول العملية برمتها.
الهدف هو الحصول على موافقتك. الأمر متوقف علي لإقناعك بالعناصر العلمية والصحيحة والشفافة. وفي هذه الحالة، ستنخرط بلا شك في هذه العملية. لن يجبرك أحد على ذلك، ولكن عليك حماية نفسك. إنه التزام أخلاقي. إذا كنت لا تريد حماية نفسك، فلا ضير في ذلك، هذا حقك، لكنك ستكون معرضا لخطر الإصابة بالمرض.
هل سيكون اللقاح ضد كوفيد-19 مجانيا؟
بكل تأكيد سيكون اللقاح مجانيا، على الأقل بالنسبة للفقراء.
ما هي بالضبط اللجنة العلمية والتقنية المكلفة بتتبع جائحة كوفيد-19؟
وفقا لمنظمة الصحة العالمية، يطلب من كل دولة أن يكون لديها لجنة علمية وتقنية تابعة لوزارة الصحة. هذه اللجنة استشارية. وهي مكونة من العديد من المتخصصين: أخصائيي أمراض الرئة وأخصائيي الأمراض المعدية ومديري مختبرات التحليل البيولوجي وعلماء الأحياء.
كما أن اللجنة مكونة من العديد من علماء الأوبئة. إنها لجنة متعددة التخصصات وتضم أكثر من عشرين شخصا. هؤلاء المتخصصون مكلفون بتقديم إجابات على الأسئلة التي تطرحها وزارة الصحة أو أعضاء الحكومة بشأن الوضع المرتبط بتطور الوباء وطرق ووسائل مواجهته.
تصوير وتوضيب: عبد الرحيم الطاهيري
° أجري الحوار يوم 15 نونبر 2020