على سفوح جبل كندر، بالأطلس المتوسط، ترقد قرية البهاليل المتراصة منازلها الملونة، والتي يقطنها أناس بسطاء وطيبون، يتخذ معظمهم مسكنا له من الكهوف التي ورثوها عن الأجداد.
وتشير بعض الإحصائيات غير الرسمية إلى أن مدينة البهاليل تتضمن 130 كهفا، نصفها يستغل في السكن والنصف الآخر يتخذه أصحابه كمخازن أو إسطبلات.
ولم تعد مغاور البهاليل مكشوفة للعيان كما كانت من قبل، بعد أن زحفت فوقفها مباني الإسمنت، حيث عمد أصحابها إلى تشييد منازل عصرية فوقها دون أن يغيروا من معالم الكهوف.
ويقول سكان المنطقة إن لهاته الكهوف ميزة عجيبة تتمثل في كونها توفر جوا باردا في عز الصيف، بينما تكون دافئة وقت البرد القارس، حين تكون الثلوج تحاصر المنطقة من كل جانب.
وبفضل هاته الكهوف، التي تعد موروثا ثقافيا، تحولت المدينة التي يصفها أهلها بـ"المهمشة"، إلى وجهة مفضلة لدى السياح، الذين يقصدون المنطقة من أجل تجربة الإقامة في المغاور التي باتت تمزج بين كل ما هو تقليدي وحاضر معاصر.



