من المؤكد أن قواعد الحب تغيرت في زمن كورونا، وأصبح الحب عن بعد عنوان أغلب العلاقات العاطفية، التي أصبح اللقاء الحقيقي لأبطالها شبه مستحيل.
شكل الواتساب ومواقع التواصل الاجتماعي الراعي الرسمي لهذه العلاقات العاطفية الجديدة، فاللقاء الأول كان يجري عبر الفيسبوك أو الانستغرام، وبعد تطور العلاقة، يتحول مقر اللقاءات إلى الواتساب، حيث سيتمكن الحبيبين من التحدث عبر اتصالات الفيديو.
بعض هذه العلاقات تطور وتكلل بالزواج، والبعض الآخر قتل بسبب الروتين والملل فانتهى المطاف بتلك العلاقات إلى "بلوك بلوك بلوك" كما تقول الإعلامية الشهيرة رضوى الشربيني.
سيكشف لكم موقع LE360 فيما يلي مجموعة من قصص الحب التي تأججت في زمن كورونا، والتي حكى لنا أبطالها تفاصيل علاقاتهم العاطفية ذات الطابع الخاص.
علاقة حب عن بعد انتهت بسبب "البعد"
أول شهادة، كانت من فتاة تدعى سكينة، هذه الأخيرة كشفت لـ LE360 قصة تعرفها على حبيبها في زمن كورونا ، قائلة: " بدأت علاقتنا خلال شهر أبريل، فقد بعث لي عثمان بطلب صداقة على الفيسبوك، ثم تطورت علاقتنا لتنتقل محادثاتنا إلى الواتساب، فصأبحنا نتحدث باستمرار".
وأضافت: " بسبب الحجر الصحي كان لقائي بعثمان شبه مستحيل، ولكنه وجد طريقة لنلتقي، حتى وإن كانت غريبة ومضحكة، فقد علم بأنه لدي موعد مع الطبيب، فقرر أن نتلتقي عن باب العيادة، وظل معي طوال وقت زيارتي للطبيب".
كان هذا اللقاء الأول والوحيد لسكينة وعثمان خلال فترة الحجر الصحي، ولكن بالرغم من أنهما كانا متفاهمين ومنسجمين إلا أنهما انفصلا في نهاية المطاف، لأن سكينة اضطرت للانتقال إلى مدينة فاس لغرض العمل، وبالتالي قرر عثمان الانفصال عنها، لأنه كشف لها أنه لا يستطيع الاستمرار في علاقة حب عن بعد.
كورونا تسرع زواج سكينة
قصة سكينة تشبه إلى حد كبير قصة مروة، إلا أن قصة هذه الأخيرة تكللت بالزواج، تقول موة في حديثها مع LE360: " لم أكن أتخيل أنني سأتعرف على شاب عبر الفيسبوك وسيصبح زوجي بعد علاقة افتراضية دامت لأربعة أشهر".
وتابعت: "علاقتي بلؤي بدأت بشكل طبيعي، كنا مجرد أصدقاء افتراضيين على الفيسبوك، ولكن بحكم أننا كنا نتحدث باستمرار خلال فترة الحجر الصحي، وجدنا أن علاقتنا بدأت تسلك مسارا مختلفا، وتحولت من مجرد صداقة إلى حب، طبعا لم أتمكن من لقاء لؤي طوال فترة الحجر الصجي، ولكن بمجرد رفع الحجر، التقيته وصارحني برغبته في الزواج بي".
وظل لؤي وفيا لوعده، وتقدم لخطبة مروة، خلال شهر غشت الماضي، وعقدا قرانهما قبل أسبوعين.
الحب وحده لا يكفي...
الظروف المادية للؤي ساعدته في الارتباط سريعا بحيببته، ولكن نفس هذه الظروف كانت عائقا أمام مراد الذي وجد نفسه عاجزا عن الزواج بالرغم من تعلقه بحبيبته التي تعرف عليها خلال فترة الحجر الصحي.
ويقول مرال ل LE360: " تعرفت على ايمان في أحد مواقع التعارف الشهيرة، كنت ولازلت أرى فيها صفات المرآة التي لا طالما سعيت إلى الارتباط بها، ولكن أزمة كورونا جعلتني الآن عاجزا عن اتخاذ خطوة الزواج".
وكشف مراد أن تفشي وباء ورونا أثر كثيرا على القطاع الذي يشتغل به، وبالتالي أصبحت وضعية المادية غير مستقرة، لأن مداخليه قلة بشكل ملحوظ، وهذا ما جعله مترددا في اتخاذ خطوة الارتباط الرمسي، نظرا لأنه لن يتمكن من توفير تكاليف الزواج.
وتابع مراد قائلا: " لا أعلم إن كانت إيمان ستستطيع الانتظار إلى أن تتحسن وضعتي المادية، ولكن ما أعرفه الآن هو أنني لا أريد أن أفقد إنسانة مميزة بسبب وباء لعين".
حب سنوات كاد ينتهي بسبب كورونا
ماريا قصتها مختلفة تماما عن سابقاتها، فقهي تعرف حبيبها منذ عدة سنوات وكانت تجمعهما علاقة حب قوية، ولكن كورونا كادت أن تضع حدل لحبهما.
كانت ماريا تدرس بمدينة الدار البيضاء، وهي نفس المدينة التي يعمل بها حبيبها، ولكن بعد فرض الحجر الصحي اضطرت للالتحاق بوالديها بمدينة مراكش.
وتقول ماريا: " في بداية الحجر الصحي كنت أتكلم بصفة مستمرة مع محمد، و بالرغم من أننا كنا لا نلتقي، إلا أننا كنا متفاهمين وعلاقتنا لا تشوبها أية مشاكل أو نقاشات، ولكن بعد رفع الحجر الصحي تعرضت لبعض المشاكل العائلية جعلتني أغير من طريقة تعاملي مع حبيبي، لدرجة أنني كدة أفقده".
وتابعت: " بالرغم من رفع الحجر الصحي كنت أجد صعوبة في لقاء محمد، لأن السفر بين المدن كان ممنوعا، وهو عندما لاحظ برودا في تعاملي معه، اعتقد أنني تعرفت على شخص آخر، فقرر الانفصال عني، ولكنه قرر الرجوع عن قراره بعد أن تعرفت له بخطئي وبأنني لن أسمح لكورونا بأن تفرقني عن أكثر شخص أحببته في حياتي".