بالفيديو: تجسيد "التعليم عن بُعد" بالعالم القروي أمر مستحيل!

Le360

في 06/09/2020 على الساعة 16:00

العالم القروي يقول "لا!" للتعليم عن بعد. مستوى معيشي متدن للأسر، وضعف الربط بشبكة الإنترنت... الأمر متروك للحكومة لكي تتحمل كامل مسؤولياتها. والدليل بالصور من منطقة ليست بعيدة عن الرباط.

على بعد 60 كيلومترا من الرباط، وتحديدا بمنطقتي تيفلت وسيدي علال البحراوي، لاحظ Le360 وجود عالم قروي مختلف حيث تبدو علامات الفقر جلية وواضحة مما يجعل معه التعليم عن بعد مستحيلا فيهما.

المناطق القروية التي تمت زيارتها هي تلك الخاصة بالمداشر والمزارع الصغيرة. في هذه المنطقة القريبة جدا من الرباط، حيث يوجد مقر الحكومة، حتى التعليم الحضوري يبدو صعبا للغاية في هذا العالم القروي الفقير، بسبب سوء أحوال العديد من المدارس والفصول الدراسية ومجموعات المدارس التي لا تتم صيانتها بشكل جيد.

وأكدت عدة أسر من صغار المزارعين، في مقابلة مع Le360، أنها غير قادرة على توفير إمكانات التعليم عن بعد، مما يؤكد نتائج الاستطلاع الذي أجراه وزير التربية الوطنية، سعيد أمزازي، الذي أفاد أن 80 في المائة من أسر الأطفال المتمدرسين يفضلون التعليم الحضوري لأسباب تتعلق بنظام تعليمي مناسب.

وقال العربي حمراوي، وهو فلاح من منطقة تيفلت، إنه "حتى بدون هذا الاستطلاع، تدرك هذه الوزارة حقيقة أنه ليس لدينا (في العالم القروي) الوسائل لضمان التعليم عبر التلفاز والأجهزة اللوحية والإنترنت"، واصفا الأمر بما أسماه "المسرحية".

وطلبت أم أرملة وذات موارد محدودة من السلطات المحلية المساهمة بشكل أكبر في تنمية المنطقة.

وقالت بهذا الخصوص: "أفتقد كل شيء تقريبا. في العام الماضي عانى أطفالي من نقص وسائل النقل المدرسي. وهذا يعني أنه لم يعمل بشكل جيد. كيف يمكنني، وأنا امرأة أمية، أن أساعد أطفالي على التعلم عبر الإنترنت. هذا أمر مستحيل".

ودعا العديد من الفلاحين الآخرين أعضاء الحكومة للمجيء ليروا بأنفسهم ظروفهم المعيشية القاسية.

إن اقتراح التعليم عن بعد على تلاميذ آباؤهم فقراء يتحدرون من المناطق القروية هو أمر عبثي. كما أن اقتراح التعليم الحضوري في المدارس القروية المحرومة من الماء والصابون والمراحيض والكهرباء هو كذلك أمر غريب.

تصوير ومونتاج: ياسين بنميني

تحرير من طرف محمد شاكر العلوي
في 06/09/2020 على الساعة 16:00