عملية "الأيادي النظيفة"، التي أطلقتها المديرية العامة للأمن الوطني في الدار البيضاء لتطبيق أحكام حالة الطوارئ الصحية، والتي أسفرت عن ضبط كميات كبيرة من الخمور المغشوشة في فندق بعين الذئاب، لم تكشف بعد عن كامل أسرارها.
فيجب انتظار مفاجآت. وهكذا فقد علم Le360 من مصادر مطلعة، أن ياسين الزهراوي، صاحب فندق "لاكوت"، اختفى عن الأنظار ويتم حاليا البحث عنه بعد صدور مذكرة توقيف بحقه.
ياسين الزهراوي ليس سوى نجل وأحد ورثة محمد الزهراوي، العضو السابق في الاتحاد الدستوري، الذي تصدر عناوين الصحف عام 1996، خلال "حملة التطهير" الشهيرة التي قادها الراحل إدريس البصري عندما كان حينها وزيرا للداخلية.
في مارس 1996، وجد المحققون كميات كبيرة من زجاجات "البيرة"، بلغارية الصنع، منتهية الصلاحية، في مستودعات محمد الزهراوي، الذي كان يمتلك أيضا شركة للنقل العام. وحكم على النائب السابق، والذي لا يزال يزاول كرجل أعمال، بالحبس لمدة سنة.
أثناء تفتيش قامت به المديرية العامة للأمن الوطني، الاثنين 31 غشت 2020، في فندق "لاكوت"، بعد عدة ساعات من المراقبة، عثر المحققون على 108 طوابع ضريبية مزورة و22 كبسولة ضريبية مزيفة و74 زجاجة فارغة معدة للملء بخمور مغشوشة و11 زجاجة خمر مهربة و9 زجاجات أخرى مفتوحة جزئيا.
وفضلا عن ذلك، تضيف مصادرنا، فإن هذه الكميات من الخمور تم بيعها في ملهى ليلي غير حاصل على الترخيص القانوني.
وقال مصدر مقرب من التحقيقات الجارية حاليا أن "كل الخمور المقدمة في هذه المؤسسة هي مغشوشة، وذلك بالنسبة لجميع الماركات". وأوضحت المصادر، التي اتصل بها Le360، أن المحتالين وفروا كل ما يلزم لأنشطتهم غير القانونية: ملصقات مزيفة وكبسولات جاهزة للاستخدام وما إلى ذلك.
غير أنه ليس فندق "لاكوت" هو الوحيد المعني بهذا الأمر. فهناك بعض المؤسسات في "كورنيش" عين الذئاب قد تكون قد لجأت إلى هذه الممارسات غير القانونية التي قد تكون خطيرة جدا على صحة زبنائها. من المحتمل أن يتم الكشف في الأيام القليلة القادمة عن مفاجآت أخرى.
وتجدر الإشارة إلى أن عملية "الأيادي النظيفة"، التي أطلقها عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني وللمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، لم ترق بأي حال من الأحوال لأرباب المطاعم والمقاهي في منطقة عين الذئاب.
وبعد اتهام الشرطة باستهدافهم، قام أرباب تلك المطاعم والمقاهي بتكليف وكالة متخصصة في العلاقات العامة بالدار البيضاء للقيام بحملة لتشويه سمعة وصورة المديرية العامة للأمن الوطني. الآن نفهم سر عدم رغبة هؤلاء "الأقوياء" في عين الذئاب في رؤية ضباط الشرطة يحشرون أنفسهم في أعمالهم المربحة.