في استطلاع مثير نشرته يومية أخبار اليوم، في عدد يوم غد (الأربعاء)، عنونا يقول إن "حليب الحمارة ينفع ما يضر"، مشيرة إلى أن فوائده أكدها الطب، في حين أن الشرع لا يرى مانعا في الاستفادة منه.
وأوضحت الصحافية، صاحبة الاستطلاع، أن فوائد حليب الأتان أصبح حقيقة علمية مسلما بها في كثير من دول العالم ، إذ أشارت وفاء ميكو، أخصائية التغذية بالمركز الاستشفائي الحسن الثاني بفاس، إلى أنه الأقرب إلى حليب الأم من حيث خصائصه، لأنهما يتوفران على النسبة نفسها من البروتينات والسكريات، كما أنه غني بالفيتامينات والمعادن والكالسيوم والحوامض الدهنية غير المشبعة.
وذكرت الصحافية نفسها أن هذا الحليب ارتبط لدى المغاربة بلفظ الحمار بكل ما هو متسخ ومستحقر، علما أن الطب أكد أن منافعه الطبية عديدة، منها أنه يقوي المناعة، ويسهل الهضم ويجدد البيئة المعوية ويحد من البكتيريا المسببة للأمراض في الأمعاء، ويساعد على التخلص من الحموضة في المعدة.
وعدد الاستطلاع ذاته إيجابيات حليب الأتان، فهو يعتبر أفضل المواد الأساسية لإنتاج مواج اللتجميل في العالم، إذ يستخدم لعلاج الجلد وحب الشباب، ويؤثر على البشرة بشكل إيجابي حتى أن كيلوباترا كانت تحتفظ به في مواد تجميلها.
جبن الحمارة يصل إلى مليون سنتيم
وبخصوص سعر حليب الحمارة، قالت الصحافية، إنه رغم أنه ليست له شعبية واسعة لدى المغاربة، إلا أن البعض قد يصدم عند معرفة أنه من بين أغلى أنواع الحليب في العالم، إذ يصل ثمن التر الواحد منه إلى 400 درهم ، أما الجبن المستخرج منه فإن ثمن الكيلوغرام الواحد منه يصل إلى أكثر من مليون سنتيم.
وتقول الصحافية نفسها إن الأتان لا تنتج أكثر من لترين من الحليب في اليوم، وتتطلب طقوس خاصة، إذ يجب حلبها يدويا ست مرات.
ولاشك أن الحمار مازال يصدم العديدين، فكل مرة تكشف الطبيعة عن بعض أسرارها، حتى أصبح ارتباط الحمار بالغباء وهما لدى عدد كبير من المغاربة.
إن تخصيص مهرجان لسباق الحمير والتنافس حول أجملها، يمكن أن يعيد الاعتبار لهذا الحيوان "المظلوم"، إلا أن فوائد حليب الأتان أصبحت تفرض إيلاء أهمية كبيرة لهذا المنتوج، فكيف أن دولا أوربية تتنافس من أجل الحصول عليه، في حين ينأى المغاربة عنه بدعوى التقاليد والشرع.