على شاكلة منطقة لالة ميمونة، تسببت بؤرة صناعية في رفع حالات الإصابة بفيروس كورونا بمدينة آسفي. أصابع الاتهام تتجه إلى مصنع "إنيمير" لتصبير السمك، الذي يشغل قرابة 500 شخص بالمدينة المشهورة تاريخيا بصناعة تصبير "السردين" و"الأنشوبا".
آسفي المدينة التاريخية لصناعة تصبير السمك
منذ أوساط الفترة الاستعمارية احتضن جنوب مدينة آسفي أول نواة لمعامل تصبير السمك، ما جعل المدينة تعرف تاريخيا بمدينة تصبير سمك "السردين" و"الأنشوبا والكابيلا" أو "الإسقمري" والصناعات الغدائية ومصانع تجميع وتصبير الكبار. عدد هذه المعامل أصبح لا يتجاوز 22 معملا حاليا بعدما كان بالمدينة قرابة 70 معملا خلال سنوات التسعينيات من القرن الماضي.
مدينة آسفي، ومنذ يومين، بدت شوارعها وأناسها مرتبكين، بعد اكتشاف بؤرة وبائية في مصنع "إنيمير" وتسجيل ما يزيد عن 400 إصابة جديدة في المدينة، لتعود آسفي إلى تشديد إجراءات الحجر الصحي وإغلاق مخارج ومداخل المدينة.
ظروف عمل صعبة
فاطمة، هي أم لمصابة ذات 39 ربيعا، وتعمل في المعمل المذكور، قالت إن ابنتها نقلت، صباح أمس السبت، إلى المستشفى الميداني بنجرير لتلقي العلاج بعد تأكد إصابتها بفيروس كورونا. الأم عدّت معاناة العاملات في مصانع تصبير السمك من سرقة ساعات العمل إلى عدم التصريح في الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي.
عاملة في إحد المصانع بمدينة آسفي، أكدت أن العاملات يتعرضن للطرد التعسفي في حال تجرأت إحداهن على انتقاد الوضع أو المطالبة بحقوقها. "في بعض الأحيان نجبر على العمل 12 ساعة متواصلة بثمن 14 درهما في ظروف مزرية لنفاجأ خلال أداء الأجور بالتصريح فقط بـ8 ساعات عمل أو 7" تضيف عاملة في معامل "الفابريكا".
تصوير ومونتاج: سعد اعويدي
فرض الحجر الصحي على المدينة
قررت السلطات المحلية بآسفي، إغلاق جميع منافذ المدينة، ابتداء من ليلة السبت – الأحد، وذلك بسبب بؤرة وبائية بداخل معمل لتصبير السمك.
وأضاف المصدر أن سكان آسفي سيخضعون للحجر الصحي، حيث ستعمل السلطات على منع التنقل خارج المدينة أو دخول الوافدين عليها بشكل نهائي.
وتواصل السلطات المحلية عمليات تحسيس المواطنين بخطورة الوضع من أجل اتخاذ التدابير والإجراءات الاحترازية التي أوصت بها السلطات المختصة.
كما أعلنت ولاية جهة مراكش آسفي، في بيان، إغلاق المحلات التجارية على الساعة السادسة مساء؛ وإغلاق المقاهي على الساعة الثامنة ليلا؛ ومنع ارتياد شاطئ مدينة آسفي.
كما شملت القرارات إغلاق سوقين اثنين؛ والرفع من وتيرة عمليات التعقيم بـ"المنطقة الحضرية الثالثة"، لاسيما في المناطق التي سجلت فيها حالات إيجابية.
