أزمة كورونا، الفقر ومرض التوحد، هي أشياء زادت معاناة أسرة مكونة من 11 فردا داخل منزل يفتقر لأبسط شروط العيش الكريم بأحد الأحياء الهامشية بمنطقه الألفة في الدار البيضاء، غرفة واحدة منقسمة إلى نصفين، بدون نوافذ، ولاوجود لمطبخ أو حمام سوى ركن ضيق خصص لهذا الغرض.
"تكرفصنا بزاف فالحجر الصحي"، بهذه العبارة افتتحت فتيحة، سيدة ثلاثينية وأم لتسعة أطفال حديثها مع Le360، وهي تغالب دموعها بعد تفاقم معاناتها مع أبنائها الأربعة المصابين بطيف التوحد خلال الحجر الصحي، خصوصا بعدما وجد زوجها نفسه بدون عمل.
تقول فتيحة البالغة من العمر33 سنة، أن أكثر ما يرهقها هو ضعف الإمكانيات المادية ونظرة المجتمع لها ناهيك عن سماع عبارات جارحة من قبيل "أنت لاش ولدتيهم أصلا".
خديجة 13 سنة، التوأم صفاء وسارة 9 سنوات، وياسرسنتين ونصف، هم أطفال يعيشون بين مرارة الواقع وأمل المستقبل القريب بمشاركة أقرانهم من الأطفال السليمين في اللعب والمرح والدراسة، أمل حطمه الفقر وغياب الإمكانيات، بل وتنكر بعض الجمعيات.
تصوير وتوضيب: سعد أعويدي
ومن الجانب الطبي، تقول غزلان بن جلون الأستاذة الجامعية ورئيسة مصلحة الطب النفسي للأطفال والمراهقين بمستشفى الهاروشي بالدار البيضاء، إن التوحد مرض جيني صعب يثقل كاهل الآباء والأمهات، إلا أن هناك عددا كبيرا من الأطفال المصابيين به تمكنوا من النطق والذهاب للمدرسة.
وأضافت: اليوم ومع التربية المتخصصة للتوحد هناك أمل كبيير لمساعدة هؤلاء الأطفال.
من جانبها، كشفت الدكتورة غزلان خلوي، أخصائية طور التكوين في الطب النفسي للأطفال والمراهقين بأن الحجر الصحي أثر على كل المواطنين وكان تأثيره على الأطفال المصابيين بالتوحد مضاعفا، خصوصا وأن هؤلا الأطفال يعانون أصلا من صعوبة التأقلم مع أي تغيير.
وأكدت الدكتورة أنه يمكن ظهور بعض التصرفات العدوانية للطفل المصاب بالتوحد إضافة إلى مروره ببعض الأزمات خلال فترة الحجر الصحي، مشددة على أنه يجب على الآباء التصرف بطريقة صحيحة وعدم الصراخ أو توبيخ أبنائهم خلال مرورهم بتلك الأزمات.
