وحسب ما أكده مولاي مصطفى الناجي، الخبير في علم الفيروسات ومدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني، بالدار البيضاء، في تصريح لـle360، فهذا الأمر يشكل خطرا كبيرا على صحة الإنسان، خصوصا مستهلكي المنتجات المسقية من المياه العادمة.
وأضاف الأخصائي في علم الفيروسات بأن "كوفيد -19" يتواجد عادة بالجهاز التنفسي لدى المصابين به، ثم ينتقل إلى الأمعاء، لذلك فتواجده ببراز الأشخاص حاملي الفيروس مسألة واردة، ويمكن الكشف عن وجوده إلى جانب عدة أمراض عن طريق تحليل فضلات الإنسان.
وعن طرق الوقاية، يقول البروفيسور الناجي: "إذا تواجد الفيروس على سطح الخضر أو الفواكه، فإنه يختفي مباشرة بعد غسلها، لكن إذا تواجد بداخلها فقد يشكل خطرا على صحة الإنسان. وعموما فإنا أنصح المواطنين بتجنب استعمال المنتوجات المشكوك فيها".
وبخصوص مياه الصنبور والمياه المستعملة في الري، يقول المتحدث ذاته إن هناك وسائل تطهير تستعمل على الصعيد الوطني، تمكن من تنقية المياه العادمة وتطهيرها من الفيروسات لتصبح صالحة للري.
وشدد مولاي مصطفى الناجي على أن هناك فرق بين الفيروس ونشاط الفيروس، فغالبا ما يكون الفيروس متواجد في المياه العادمة، لكن نشاطه يختفي باختفاء بعض مكوناته ويصبح غير معدٍ.
وكانت وزارة الداخلية قد وجهت، الاثنين 4 ماي 2020، مراسلة إلى الولاة والعمال بمختلف جهات وأقاليم المملكة، تدعوهم من خلالها إلى تشديد الرقابة على استعمال المياه العادمة لقنوات الصرف الصحي، بعدما أظهرت دراسات أجريت في العديد من البلدان وجود آثار لـ"كوفيد -19" في مياه "الواد الحار"، مصدرها براز أشخاص حاملين للفيروس.
وقد شددت وزارة الداخلية، في مراسلتها، على أنه "لا يمكن استخدام مياه الصرف الصحي، إلا وفقا للمعايير التي تحددها القوانين التشريعية المنظمة والمصادق عليها".
ودعت الوزارة، عبر المراسلة ذاتها، إلى تشديد الرقابة حول استعمال المياه العادمة في الري تحديدا، كما دعت الولاة والعمال إلى اتخاذ كافة التدابير اللازمة لمنع أي استعمال غير مشروع لمياه الصرف الصحي، وذلك في إطار جهود محاربة انتشار فيروس كورونا بالمغرب.