هذه إرشادات في سبيل الوقاية من العدوى:
باتت جائحة كورونا جزءً من الواقع اليومي عبر العالم، ومضت أسابيع عدة على انتشارها، وتنتشر عبر العالم توجيهات بعدم زيارة العيادات وعيادات الأسنان والمشافي إلا في حالة الضرورة القصوى، وهنا قد يسأل البعض، وهل زيارة هذه الأماكن تجري لغير الضرورة القصوى؟
أغلب الناس لديهم مواعيد مسبقة محددة منذ أشهر مع أطباء الأسنان مثلاً لعلاج وتنظيف اللثة بشكل دوري، أو لفحص الغدد ونموها بشكل منتظم كل 6 أشهر، أو لإجراء غسل الكلية لمن يعانون من الفشل الكلوي، كما أن المصابين بالأمراض العصبية والنفسية يتحتم عليهم زيارة أطبائهم بشكل منتظم، هذا بالإضافة إلى الأشخاص الذين لديهم مواعيد مسبقة لعمليات تخص العظام والمفاصل، فكيف السبيل إلى تقليل خطر العدوى أثناء زيارة العيادات والمشافي؟
أعدت أغلب المشافي كابينات للقاء المراجعين، وعليهم غسل اليدين وتعقيمهما قبل الدخول إلى الكابينة وهناك يُسأل المراجع أو من معه عن سبب زيارة المشفى، ثم يزدون بأربطة تعريف تربط حول معصمهم، ليدخلوا إلى القسم المختص.
البروفسور توماس لوشر تحدث إلى مجلة بريغيتا الألمانية عارضاً توجيهات ومجيباً عن أسئلة بشأن زيارة المراجع للطبيب:
ما هي إجراءات الوقاية التي يتخذها الطبيب؟
*في البداية لابد من الإشارة إلى أنّه يفضل تأجيل الزيارات المنتظمة المتعلقة بإجراءات صحية قابلة للتأجيل، ويشمل ذلك حتى العمليات الجراحية القابلة للتأجيل، من قبيل تعديل الأنف، والجيوب الأنفية، وإزالة التجاعيد، بل وحتى العمليات المتعلقة بتغيير المفاصل، فإذا لم يكن المريض يعاني من آلام شديدة، فبالإمكان تأجيلها.
هذه نصيحتي النهائية هنا، لكن في حال اضطرار الإنسان لزيارة طبيب، أوعلى سبيل المثال مرافقة طفل لزيارة طبيب، فإن بعض العيادات تنظم دخول المراجعين بطريقة تمنع تزاحمهم في العيادة، وتوزعهم على غرف منتظرة بحيث لا يجتمع اثنان في غرفة واحدة، هذا يحتّم بالطبع أن تكون العيادة كبيرة، وفيها غرف انتظار متعددة للمراجعين.
بعض العيادات تزود المراجعين بكمامات وقاية عند دخولهم وتلزمهم بغسل اليدين وتعقيمهما بالمطهرات، وهي تحوطات قد تقلل من احتمال العدوى في حال كان أحد المراجعين مصاباً بالفيروس أو حاملاً له.
وفي بعض العيادات الصغيرة، يجب على المراجعين الانتظار خارج العيادة، في الشارع، أو في باحة أو حديقة البناية التي تقع فيها العيادة حتى خروج أحد المراجعين، كي يتاح للمراجع التالي الدخول، لمنع الاختلاط والتقارب بينهم.
وكيف يحمي المراجع نفسه من احتمالات العدوى؟
بوسع المراجع ارتداء كمامة طبية لحماية الأنف والفم، والحديث هنا يختص بكمامة FFP2 أو كمامة FFP3 التخصصية، ولكن في حال عدم توفرها، سيما أنها باتت سلعة نادرة في هذا الوقت وارتفعت أسعارها بشكل كبير، يفضّل وضع ايشارب أو شال صغير أو حتى خياطة قطعة قماش واقية للأنف والفم. والوقاية هنا تقع على المصاب أو الحامل للفيروس، فالكمامة تمنع تناثر رذاذ لعاب الفم والأنف من حامل للفيروس في حال إصابته، والكمامة بذلك تحمي الآخرين من العدوى أو تقلل من مخاطر انتقال الفيروس. وفي الوقت الحالي لا يوجد وسائل وقاية أكثر من هذه.