هي مظاهر غير معهودة تعيشها معظم أزقة وأحياء المدينة، وخصوصا تلك المليئة بالسكان، حيث المقاهي مغلقة وحركة التنقل وسير السيارات محدودة في التزام شبه تام بإجراءات المراقبة المواكبة لقرار إعلان حالة الطوارئ الصحية.
وتراجعت، على غير عادتها، مشاهد الاكتظاظ والإقبال الكبير على التبضع التي ألفها المواطنون في الآونة الأخيرة، وأمست المحلات التجارية المفتوحة وعلى قلتها، خالية تنتنظر من يقصدها بين الفينة والأخرى، فيما تعرف الأسواق الشعبية ومحلات بيع الخضر إقبالا حذرا للمواطنين.
فقد بدت الشوارع الرئيسية للمدينة، مثل شارع الحسن الثاني، وشارع محمد الخامس، وشارع مولاي علي الشريف، وشارع طارق بن زياد وغيرها من الشوارع والأزقة شبه فارغة، بعد أن شكلت هذه الشوارع على الدوام القلب النابض للمدينة ومحاور رئيسية للتبضع والتجوال طيلة ساعات النهار. كما قل الاكتظاظ، بشكل كبير من الأسواق والمحلات التجارية المخصصة لبيع الملابس الجاهزة والمستعملة والأجهزة المنزلية التي اعتادت استقبال زبنائها بشكل منتظم بهذه الشوارع، وباتت معظمها مغلقة كما المقاهي والمطاعم.
وهكذا تحولت أهم شوارع المدينة كشارع مولاي علي الشريف القلب النابض لساكنة حي المسيرة، الذي يعرف عادة ازدحاما بالمارة والباعة المتجولين طيلة اليوم، لمكان شبه خال إلا من الأشخاص المضطرين للخروج للغايات القصوى المسموح بها وهي التبضع والتطبيب والعمل. وبين القليل من المارة الذين دفعتهم الحاجة إلى التبضع وشراء بعد ضروريات المعيش اليومي للخروج، بدت مظاهر التوجس والخوف والمسؤولية الجماعية والوعي بخطورة المرحلة بادية على وجوه المواطنين، وعلى تصرفاتهم من خلال اتخاذهم عددا من الإجراءات الاحترازية كأخذ المسافة الضرورية، وعدم المصافحة وارتداء القفازات والكمامات، وقيام البعض منهم ممن ينتظرون دورهم أمام المحلات التجارية، بتظيف أيديهم باستعمال المعقمات.
وفي ظل هذه حالة الاستثنائية، تظل بعض المخابز والصيدليات، والقليل من محلات البقالة مفتوحة في وجه الزبناء في ظل الحركة المحدودة للأشخاص في الشارع العام، حيث اتخذ أصحاب هذه الصيدليات، وعدد من محلات البقالة إجراءات احترازية لتفادي الاحتكاك المباشر مع الزبناء من قبيل وضع حواجز عند مدخل محلاتهم حتى لا يلج الزبون إلى الداخل.
غير بعيد عن تمارة المركز، ساد المشهد نفسه منطقة الهرهورة، حيث خلت غابة الهرهورة، التي تعد متنفسا بيئيا صحيا لفئة عريضة من سكان المنطقة، من زوارها الذين يقصدونها للاستجمام أو لممارسة الرياضة كما ركن إلى السكون شارع مصطفى السايح المحادي للشاطئ وأغلقت كل المطاعم والمقاهي المتواجدة بالشارع في استجابة ووعي كبيرين أبان عنهما سكان المنطقة. يقابل قلة الحركة للمواطنين هاته، عمل دؤوب للقوات العمومية بالمدنية والتي تعمل على قدم وساق منذ بدء تطبيق حالة الطوارئ لتفعيل التدابير الاحترازية والإجراءات المرتبطة بحالة الطوارئ الصحية للحد من تفشي وباء كورونا بشكل صارم.
فقد وضعت القوات العمومية سدودا أمنية ونشرت دوريات بمختلف مداخل ومخارج أحياء وأزقة مدينة تمارة للتأكد من حمل المواطنين لشواهد وتراخيص التنقل الاستثنائية، وتأطير مراقبة حركة السير والجولان، خاصة بعد تحديد توقيت فتح وإغلاق جديدين للمتاجر والمحلات التجارية المسموح بفتحها خلال الفترة الاستثنائية، والسماح لهذه المتاجر والمحلات بممارسة أنشطتها انطلاقا من الساعة السادسة صباحا وإلى غاية السادسة مساء.
إنه أحد مظاهر تعبئة جماعية لتطويق انتشار فيروس "كوفيد -19" بالمغرب ومسؤولية مشتركة بين جميع مكونات المجتمع المغربي لإنجاح وضمان نجاعة التدابير الاحترازية التي عبأت لها الدولة كل إمكانياتها ومكوناتها من أجل تنزيلها بشكل يحمي المواطن والوطن.