ويشكل تأخر التساقطات المطرية هاجسا للفلاحين ومصدر قلق لهم، حيث أن أغلبهم يعتمدون على الزراعة البورية في أنشطتهم الفلاحية، والتي تعتمد بشكل أساسي على هطول الأمطار، لا سيما في هذه الفترة من السنة، مع العلم أن قطاع الفلاحة يشكل دعامة أساسية للاقتصاد المغربي، ويساهم بنسبة مهمة في الناتج الداخلي الخام.
وحول الأسباب الكامنة وراء تأخر التساقطات المطرية، قال محمد بلعوشي، خبير المناخ ومسؤول التواصل السابق بمديرية الأرصاد الجوية، في تصريح لـLe360 أن تأخر هطول الأمطار في المغرب يعزى لاستمرار وجود المرتفع الآشوري عرض سواحل المحيط الأطلسي، حيث يقف هذا المرتفع كحاجز بيننا وبين التساقطات أو الاضطرابات الجوية المحملة بالتساقطات المطرية، ويدفع بها نحو الشمال في أوروبا.
وأوضح بلعوشي المعروف عند المغاربة بـ"رجل الطقس" أن هذا المرتفع الآشوري يسُوقُ كتلا هوائية قارية جد باردة، وبالتالي تنخفض درجات الحرارة، اثناء الليل وبداية الصباح، مما يؤدي لانتشار مناطق الصقيع فوق المرتفعات والهضاب في العديد من المناطق بالمغرب.
© Copyright : DR
وبخصوص التنبؤات حول تساقط الأمطار خلال الأيام المقبلة، أشار المتحدث ذاته إلى أن هذا المرتفع بدأ يتلاشى مما سيؤهل لنزول بعض التساقطات المطرية بداية هذا الأسبوع القادم، إذ ستكون على شكل ثلوج في بعض المرتفعات الجبلية.
في المقابل، ذكر محمد بلعوشي أنه لحدود هذه الأيام لم تجتمع بعد العناصر التي بإمكانها أن تساهم في موسم فلاحي جيد، بيد أنه لازال هناك متسع من الوقت لكي يتدارك الفلاحون الموسم الفلاحي، مشيرا إلى أن التنبؤات الفصلية ليست دائما دقيقة.