هنا في تحناوت، على بعد 35 كيلومترا من مراكش، وجد الأطفال المتخلى عنهم منزلا يأويهم ويحميهم: دار بويدار. يعيش هؤلاء الأطفال في جبال الأطلس الكبير في هذه القرية، التي تم إنشاؤها من أجلهم، وهي مخصصة لهم.
تم تشييد هذه الدار قبل أربع سنوات من قبل السويسري، هانزجورك هوبر، وهو رجل أعمال سابق في مجال التأمين، والذي قرر تخصيص نصف ثروته الشخصية، أي حوالي مليوني يورو، لهذه الجمعية.
استقر هانزجورك هوبر بالمغرب منذ حوالي عشر سنوات واختار قرية تحناوت لإقامة هذا المشروع الخيري.
تحتضن دار بويدار، التي تضم الآن عشرة منازل ومدرسة ومسجد ومستوصف، ما يقرب من 120 طفلا، تشرف عليهم ستون أم بالتبني وحوالي 40 عامل.
في حديثها إلى Le360، تكشف إحدى الأمهات قائلة: "نحن، الأمهات، نعتني فقط بالأطفال، نحن لا نطبخ. نحن هنا لرعايتهم، لنمنحهم الدفء والحنان والحب. نحن نحرص على يناموا ساعة من القيلولة في اليوم، ننقلهم إلى المدرسة، إلى الحديقة للعب...".
لهانزجورك هوبر، رئيس جمعية أطلس كيندر (Atlas Kinder) ومؤسس دار بويدار، مقاربة ورؤية إنسانية.
"لم أحضر إلى المغرب لأطعم هؤلاء الأطفال. أتمنى أن أشاركهم بعض الحظ الذي حظيت به طوال حياتي"، يؤكد هذا المحسن الذي يضيف: "لقد جئت لإعطاء مثال عن الإنسانية، أنا في بلد أجنبي، قمت بإنشاء قرية، بمسجدها يسيره إمام، يهدف إلى نقل القيم الأخلاقية والفلسفية والدينية ... الهدف هو إظهار للإنسانية أن هؤلاء الأطفال لديهم قدرات للذهاب إلى أبعد مدى مثل هؤلاء الأطفال الذين ولدوا في بيئتنا".
في دار بويدار، هناك أيضا مدرسة ابتدائية، حيث يتعلم الأطفال أربع لغات.
يقول هانزجورك هوبر "هناك معلمون ومعالجون وأشخاص يشاركون في التنمية الفكرية والتعلم المدرسي والأنشطة الموازية، وتقدم هنا أيضا دروسا في اليوغا لعلاج الصدمات النفسية".
هناك تكاليف قارة كثيرة في هذه القرية التي أنشأها هانزجورك هوبر. لهذا السبب، يناشد مؤسسها أصحاب النوايا الحسنة. "يمكن للجميع الانخراط في هذا المشروع الخيري بطرق مختلفة: رعاية طفل، وزراعة الأشجار، والمجيء وقضاء وقت ممتع مع الأطفال واللعب معهم".



